مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
من فتاوى الشيخ: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
السؤال:يقول أنا شابٌ في الرابعة والثلاثين من عمري متزوجٌ منذ خمس سنوات ولي طفلان والحمد لله وقد وقعت في أخطاء كثيرة في شبابي وأذن الله لي بالتوبة الصادقة والحمد لله وهداني إلى طريقه القويم وزادني الله هدايةً والحمد لله بعد أن مَنَّ عليَّ بنعمة الزواج والذرية أجاهد الآن بعون الله في الاستمرار والاستزادة على طريق الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وما يقلقني الآن بل وينغص عليَّ حياتي وخاصةً أثناء أدائي لأي شعيرةٍ أو فريضةٍ أو حتى نافلة هو تذكري الدائم والمستمر لما وقعت فيه من أخطاء أثناء شبابي وخاصةً أنني قد زللت في أخطاء هي من أكبر الكبائر وسؤالي هو أليس هناك من سبيلٍ بعد أن تُبت إلى الله توبةً صادقة إلى إراحة نفسي من آلامها الموجعة كلما تذكرت تلك الخطايا وخاصة الكبائر منها إنني أفكر في طريقةٍ ربما تساعدني على نسيان هذه الخطايا ولكنها تحتاج إلى فتوىً منكم وهذه الطريقة تتلخص في إقامة الحد الشرعي على نفسي فيما ارتكبته من كبائر فهل يلزمني هذا وكيف السبيل إلى ذلك علماً أن بعضها قد تكرر أكثر من مرة في الزمن الذي أشرت إليكم به أرجو إرشادي إلى عملٍ يريحني ويطمئنني إلى قبول توبتي الصادقة؟
الجواب
الشيخ: هذه التوبة هي في الحقيقة توبةٌ صادقة فإن هذا الندم العظيم الذي جرى منك والإقلاع الذي حصل هو حقيقة التوبة ولا سيما وأنت والحمد لله حسب ما وصفت عن نفسك ملتزمٌ الآن بطاعة الله سبحانه وتعالى حريصٌ على فعل الخير والابتعاد عن الشر فأنت الآن قد تبت حسب ما وصفت عن حالك توبةً نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبلها منك وثق يا أخي بأنك ما دمت على هذا الوصف فإن جميع ما سلف قد محاه الله عز وجل فإن الله يقول:( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) فأنت بحول الله ممن يبدل الله سيئاتهم حسنات ما دمت قد صدقت في توبتك وندمت هذا الندم العظيم ولا تلتفت إلى ما سبق بل إن التفتت إليه فلا تلتفت على أنه أمرٌ لم يغفر فإن الله يقول:( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ولكن تنظر إليه على أنه ذنبٌ وقع منك فتشكر الله سبحانه وتعالى على هدايته إياك أن أقلعت عنه وتزداد استغفاراً وتوبةً وتمسكاً على ما أنت عليه من الحق والله الموفق.
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
من فتاوى الشيخ: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
السؤال: سؤاله الآخر سؤال الأخ من رأس تنورة يقول إذا سافرت من بلد إلى بلد وكان في أثناء الطريق مخفر شرطة يطلب التفتيش وكانت زوجتي معي وهي ليست مضافة في الجنسية ومعي أخي وزوجته مضافة وليست معه فهل يجوز لأخي أن يقول هذه زوجتي ريثما نتعدى هذا المخفر؟
الجواب
الشيخ: أنا الحقيقة أريد أن أسأل السائل هل إذا قال هذه زوجة أخي يكون صادقاً في ذلك طبعاً سيقول لا لست بصادق إذن فهو كاذب والكذب محرم ثم أساله مرة ثانية هل يجوز لمن تحت ولي الأمر أن يُلَبَس على ولي الأمر ويخدعه ويخبره بخلاف الواقع مع أن ولي الأمر إنما سن ما سن من القوانين التي لا تخالف الشرع لاعتقاده أن في ذلك مصلحة الشعب فهل يجوز لواحد من هذا الشعب أن يخدع ولي الأمر ويُلَبس عليه ويخبره بخلاف الواقع من أجل نيل مآربه طبعاً سيكون الجواب لا إذن هاتان المفسدتان الكذب وخداع ولي الأمر الذي هو الدولة فلذلك نقول لا يجوز بل يجب عليه أن يضم زوجته معه في هويته ثم يسافر بها.