النفاق نفاقان: نفاق أكبر، ونفاق أصغر. النفاق الأكبر، كون الإنسان يتعاطى الدين ويتظاهر بالدين وهو يكذب، لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا يؤمن بالدين، ولكن يصلي مع الناس أو يذكر الله مع الناس رياءً كفعل المنافقين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يؤمن بالدين ولا بالجنة ولا بالنار ولا بتوحيد الله، هذا كافر كفر أكبر، أعظم من الكفار من اليهود والنصارى، قال الله في حقهم: " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " [النساء: 145]، نسأل الله العافية. وهناك نفاق أصغر، وهو من صفات المنافقين قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)، هذه من خصال المنافقين، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً)، نفاقاً عملياً (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)، هذه من أعمالهم التي تجعله نفاقاً أصغر، كذلك التساهل عن الصلاة، وعدم الإكثار من ذكر الله من خصال المنافقين، كما قال الله: " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً " [النساء: 142]، هذه من خصالهم، لكن هذا يسمى نفاقاً أصغر، ما يخرج من الإسلام، مسلم لكن ناقص الإيمان، ناقص التوحيد، فهو مسلم لكن يعتبر بهذه الخصال منافقاً نفاقاً أصغر، ويخشى عليه من النفاق الأكبر.