الواجب على البنين والبنات أن يتقوا الله في هذا, وأن يحسنوا إلى والديهم, وأن يصبروا، فقد صبر الوالدان عليهم في صغرهم ورباياهم وأحسنا إليهم, فالواجب على الأولاد أن يتقوا الله في الوالدين, وأن يحسنوا إليهما, وأن يصبروا على ما قد يقع من التعب لمرضهما أو اختلال عقلهما، لا بد من الصبر، الله يقول -جل وعلا-: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً " (الإسراء:24)، ويقول-جل وعلا-: " أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ " (لقمان: من الآية14)، فالواجب الصبر على الوالدين, والإحسان إليهما, وتحمل ما قد يقع من الأذى، جاء في الحديث: (رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين)، ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله, وعقوق الوالدين)، جعل عقوق الوالدين قرين الشرك، وفي الحديث الصحيح يقول- صلى الله عليه وسلم-: (من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل: يا رسول الله! وهل يسب الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل، فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه)، فإذا كان سبه للناس سباً لوالديه؛ لأنهم يسبون والديه إذا سب والديهم فكيف إذا سبهما أو أساء إليهما الأمر أعظم، نسأل الله العافية.