روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
09-05-07, 05:27 PM | #1 |
إداري سابق
|
رسالة أخوية
لقد كان للجانب المادي الذي سيطر على حياة الناس دورٌ كبير في بُعدهم عن التفكر في مآلهم ومصيرهم وتبعاً لذلك ضفت الهمم وخارت العزائم وكثر البعد عن الله جل وعلا قيل للحسن البصري - رحمه الله - : يا أبا سعيد نُجالس أقواماً يُخوفونا حتى تكاد قلوبنا تطير فقال : والله إنك أن تخالط أقواماً يخوفونك حتى يدركك أمن خيرٌ من أن تصاحب أقواماً يؤمنونك حتى يدركك الخوف ما خاف مؤمن اليوم إلا أمن غداً بحسن اتعاظه وصلاح عمله فإننا في دارٍ أفسح الله لنا فيها النعم التي يسبغها علينا صباحاً ومساءً ونحن نضيع أعمارنا في غير ما خُلقنا له ثم إذا جاء الموت صرخ البعض ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ) [ المؤمنون:99] لـمـــاذا ترجع وتعود ؟ ( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ المؤمنون:100 ] وأين أنت عن هــذا اليوم ؟ ألاتعلم وأنت في سعةٍ من أمرك وصحةٍ في بدنك؟ ولم يدنُ منك ملك الموت بعد؟ فإن الله تعالى جعل الموت محتوماً على جميع العباد فهو نهاية المرء وغاية الاقتصاد من دار الاعتداد فأسقم الصحيح وعافى السقيم وقسم عباده قسمين : طــائــع وأثــيــم وجعل مآلهم إلى دارين : دار النعيم ودار الجحيم فلا مفر لأحد من المــوت ولا أمــان لقوله تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [ الرحمن:26] قال بعضهم : عجباً لمن يعرف أن الموت حق كيف يفرح؟ وعجباً لمن يعرف أن النار حق كيف يضحك ؟ واعجباً لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها؟ وعجباً لمن يعلم أن القدر حق كيف ينصب ؟ نرى باب الموت مفتوحاً والقبورتزيد هاهو كل يوم يطرقنا وفي كل لحظةٍ ينذرنا ولكـــن هل سألنا أنفسنا ماهي دارنا الثانية ونحن نعلم أن الموت حق ولكننا نسيناه أو تناسيناه وكرهنا ذكره ولقياه مع يقيننا أنه لا محالة واقع بنا وحاصل ولا مفر منه ولا حائل
استعدي يانفس للموت واسعي=لنجاةٍ فالحازم المستعدُ أخي الحبيبقد تبينتِ أنه ليس للحي=خلودٌ ولا من الموت بُدٌ أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خُبِّي لك تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم وهذا ما نراه في واقع حياتنا فلا نذكر الموت إلا عند حدوث الفاجعه ونزول النازله بل إن قيل : إن فلان قد مــــات استرجعنا الذاكره وكأن الموت طريق فـــلان وحده لذلك نحزن عليه ولا نرى ما سيحل بنا غداً أو بعد غـــدٍ نحن في سعةٍ من أمرنا وفي حال الطــلب والتــــــوبة والاجتهاد وفي العبادة قال يزيد الرقاشي وهو يخاطب نفسه : أبك يايزيد على نفسك قبل حين البكاء يا يزيد من يصلي لك بعدك؟ أو من يصوم؟ يا يزيد من يضرع لك إلى ربك بعدك؟ ومن يدعــو؟ فلو أنزلنا أنفسنا هذه المنزلة وأوقفنا أنفسنا هذا الموقف مثل يــزيد - رحمه الله - لتغيرت أعمالنا وصدقت نياتنا وعلمنا مدى تقصيرنا الذي نحن فيه أخي متى نتــوب ؟ هل أجبت يوماً على هذا السؤال ولكن لنرى الجــواب قال بلال بن سعد - رحمه الله - : يقال لاحدنا تريد أن تموت؟ فيقول : لا ! فيقال : لِمَ ؟ فيقول : حتى أتوب وأعمل صالحاً فيقال له : اعمل ! فيقول : سوف أعمل ! فلا يحب أن يموت ولا يحب أن يعمل قيؤخر عمل الله تعالى ولا يؤخـــر عمل الدنيا !! فأكثر هم الواحد مــنــا نقص الدنيا وزينتها ونادراً من نراه يغتم بفوات صلاة جماعة أو طاعةٍ من الطاعات بل أصبح الهم المشترك لغالب الناس اليوم همَّ الدنيا إلا مــا رحــم ربــي ويحكِ يانفس أمــا تخافين إذا بلغت التراقي وأن تبدوا رُسُل ربكِ منحدرةٌ أليكِ بسوء الألوان وقلح الوجوه وبشرى العذاب فهل ينفعكِ حينئذٍ الندم أو يقبل منكِ الحزن أو يرحم منكِ البكاء والعجب كــل العجب منكِ يانفس أنكِ مع هــذا تدعين البصيرةَ والفطنةَ ومن فظنتكِ أنكِ تفرحين كل يومٍ بزيادة مالكِ ولاتحزنين لنقصان عمركِ وما نفع مـــالٍ يزيد وعمرٍ ينقص بكى الحسن البصري بكاءً شديداً فقيل لــه : يا أبا سعيد ما يبكيك ؟ فقال : خوفاً من أن يطرحني في النار ولا يبالي
ياليت شعري كيف أنت إذا= غُسلت بالكافورِ والسدرِ فإن استطعت - يا أخي - أن تُعد لك كل يومٍ زاداً لما بين يديك فافعلأو ليت شعري كيف أنت على=نبش الضريح وظُلمة القبرِ ياليت شعري ما أقول إذا=وضع الكتابُ صبيحة الحشرِ ياسوأتا مما اكتسبتُ ويا=أسفي على ما فات من عمري ألااكون عقلت شأني فاستقبل= مــا استدبرتُ من أمري فإن الأمر أعجل من ذلك فتزود يــا أخــي لنفسك وخذ في جهازك وكن وصي نفسك واعلم يـــا أخــــي أن الليل والنهار لا يرجعان والعمل لايعود والطالب حثيث والليل والنهار يسرعان في هدم نفسك وفناء عمرك وانقضاء أجلك فلا تطمئن يـــا أخــــي حتى تعلم مسكنك ومصيرك ومستقرك ومنزلك فانظر لنفسك واقضِ ما فاتك واقضِ ما أنت قاضٍ من أمرك وكأن بالامر يأتيك على بغته فكأنك بالقيامة قد قامت وبالنفس الأمــارة وقد لامت وانفجعت عينٌ طال ما نـامت ونُحرت قلوب العصاة وقد هـامت كتب بعض الحكماء إلى رجل من إخوانه فقال : يا أخي .. احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دارٍ تتمنى فيها الموت فلا تجده أخي لاتكف دمعك حتى ترى في الميعاد ربعك ولاتكحل عينك بنومٍ حتى ترى حالك بعد اليوم ولا تبت وأنت مسرور حتى تعلم الأمـــور أخي أن الموتى لم يبكوا من الموت ولكنهم يبكون من الحسرة والفوت فأتتهم واللــــه دارٌ لم يتزودوا لها فأي ساعة مرت على من مضى ؟ وأي ساعة بقيت علينا ؟ أخي اعمل ما وجدت سبيلاً للعمل وما دمت في فسحةٍ ومهد المضجع ووطئ لذلك المصرع أخي الحبيب أيام عمرك أيام قلائل ولحظات محسبوبة وأنفاس معدودة لو أستطعت زيادة في عمرك ولو للحظات مقابل أموال الدنيا أجمع لما استطعت إلى ذلك سبيلاً فكيف بك الآن تضيعها في غــير طاعة الله ؟ مر الحسن البصري برجل يضحك فقال : يا ابن أخـــي هــل جُزت الصراط ؟ فقال الرجل : لا قال : فهل علمت إلى الجنة تصير أم إلى النار ؟ فقال : لا قـال : ففيم الضحك ؟! عافاك الله والأمـر هـول فما رئي الرجل ضاحكاً حتى مـات ! ونحن نضيع أعمارنا وننفق أوقتنا فيما لاطـائل من ورائه بل فرحون مستبشرون هل نظرنا إلى أين نحن ذاهبون ؟ اجتمع علينا طول أمل وغفلة وما بعد هذه الدنيا إلى جنةً أو نار فاللهم أيقظ قلوبنا من سباتها وأغثها بالأيمان وحسن الأعتبار
أيها الزائرون بعد وفـــاتي=جدثاً ضمني ولحداً عميقاً إلهي .. لولا ما جهلت من أمري ما شكوت عثراتي ولولا ما ذكرتُ من الإفراط ما سحت عبراتيسترونَ الذي رأيت من الموت=عياناً وتسلكون الطريقا إلهي .. أن كنت لاترحم إلا المجتهدين في طاعتك فإلى أين يلتجئ المخطئون وإن كنت لا تكرم إلا أهل الإحسان فماذا يصنع المسيئون وإن كان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون فكيف يستغيث المذنبون اللهم تب علينا واغفرلنا وارحم ياارحم الراحمين . . . |
09-05-07, 05:52 PM | #2 |
09-05-07, 06:19 PM | #3 |
09-05-07, 06:20 PM | #4 | |
إداري سابق
|
اللهم ارحمنا يوم تقول لجهنم هل امتلأتي.. وتقول هل من مزيد.. اللهم اغـفـر للمسلمين والمسلمات ... اللهم أنا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل آمين آمين..... يارحم الارحمين جزاك الله كل خير اخي الكريم اخي تقبل تحيتي وتقديري |
|
09-05-07, 06:23 PM | #5 |
09-05-07, 09:09 PM | #6 |
09-05-07, 10:00 PM | #7 |
09-05-07, 10:45 PM | #8 |
09-05-07, 11:51 PM | #9 |
10-05-07, 12:09 AM | #10 |
|
|