كنت إرهابياً
مثل غيري ممن غرر بهم من الشباب السعودي صغار السن، المندفعين نحو المجهول دون إدراك عقلي، وقعت في مصيدة أعداء وحدتنا الوطنية ولحمتنا الاجتماعية، والمنصوب شراكها بين قضايا الأمة، كتحرير فلسطين، ومفهوم الجهاد، وبين العوامل المحركة لهذه القضايا، مثل طبيعة تدين الشعب السعودي، واتصافه بالنخوة والشهامة، حيث بين هذه وتلك، وجدت نفسي في فلك فكري مشوش ذهنيا يدور بي دون معرفة اتجاهي وتوجهي، حتى اكتشفت فجأة أنه قد ألقى بي كقنبلة غادرة يهتز بانفجارها استقرار أمن وطن ضم بين جنباته الحانية الأهل والأحبة ليقع هذا مقتولا وذاك جريحا والبقية مكلومين.
بل أجد ذاتي من ذاتي قد سقطت ضحية مؤامرة دنيئة، تهدف لزرع الفتن والصراعات السياسية والمذهبية والخلافات العقائدية في رحاب وطن الحرمين الشريفين الطاهر، مهبط الوحي وأرض الرسالات ومهد الحضارة الإنسانية والدينية والإسلامية والعربية وقلعة السنة المحمدية " المملكة العربية السعودية " ، الأمر الذي كان ولابد أن أنال بعده عقابي الدنيوي بين دهاليز السجن لفترة قاربت ست سنوات، وهي السنين التي استعدت فيها عافيتي الفكرية وعدت لرشدي مستكملا دراستي الجامعية ليصل بي مشواري العلمي لدرجة الماجستير، ومن ثم أغادر سجني حيث خدمة ديني ووطني ومجتمعي لاحقا بركب العلم والعمل الذي هو سيرة ومسيرة نبي الرحمة والمعلم الأول لأمة إقرأ عليه افضل الصلاة والسلام. فبهذا النهج والمنهج شاركت في استمرار حياة إنسانية كريمة تعمر بها الأرض ويزدهر بها الوطن الذي كان وكنت بل بذاته وجدت ذاتي الحقيقية. هكذا وعبر أثير إذاعة جدة تحدث شاب سعودي عاش تجربة الفكر المنحرف .. فشكرا لإعلامنا الوطني على هذا الحراك الإيجابي وتلك التوعية الفكرية.
كتبه : خالد حمدي البيضاني