مات الأب قبل عام، ولم يدر أن ميراثه الضخم الذي تركه لولديه من كده وعرقه مع الحياة سيتحول إلى واحدة من أغرب القضايا التي شهدتها محاكم مصر عبر تاريخها الطويل. فأمس شهدت محكمة الأسرة في الاسكندرية دعوى قضائية نظر فيها القضاة بدهشة. الدعوى أقامها رجل الأعمال (م .أ) ،48 سنة، ضد شقيقه الأصغر يطالب فيها ببطلان إعلام الوراثة الصادر بعد وفاة والده والمثبت فيه أحقيته هو وشقيقه الأصغر في ميراث تركة والدهما، التي تبلغ خمسة ملايين جنيه مصري.
واتسعت خيوط الدهشة والاستغراب حين نظر القضاة في أسباب ودوافع الدعوى، التي يستند فيها الأخ الأكبر إلى تحول شقيقه إلى أنثى، وأنه يستحق ميراث أنثى وليس ميراث ذكر.
واحتار القضاء أمام الأوراق والمستندات التي قدمها رجل الأعمال وتثبت اجراء شقيقه عملية جراحية تحول بواسطتها إلى أنثى، وأنه تم تغيير اسمه أيضا إلى أنثى، كما تم استخراج بطاقة هوية لشقيقه باسم أنثى. لذلك طالب ببطلان اعلام الوراثة واستخراج اعلام وراثة جديد يفيد بتقسيم التركة على رجل وشقيقته الأنثى.
وبعد المداولات وفحص الأوراق والمستندات المقدمة تبين للمحكمة أن الشقيق الأصغر تحول بالفعل إلى أنثى بعد وفاة والده الأب «المورث». لكن المحكمة رفضت الدعوى، وأكدت أحقية الشقيق الأصغر في الحصول على نصف التركة، وتقسيم الميراث على ذكرين وليس على ذكر وأنثى.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن العبرة بوقت وفاة الأب الذي مات وهو يعلم أن له ولدين «ولا يجوز تغيير الحال إلى الحال المستجد»، مؤكدة بذلك صحة إعلام الوراثة الصادر بعد وفاة الأب مباشرة.