روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
25-06-17, 10:46 AM | #1 |
<<المعايدة التقنية>> مشاعر قليلة الدسم
عندما تقترب أيام عيد الفطر السعيد تبدأ الهواتف الذكية بالرنين، معلنة استلام العديد من الرسائل التي تحمل في ثناياها مشاعر تقنية مقدمة لنا التهنئة بعبارات جميلة ورقيقة.
وفي عصر السرعة لم تعد الزيارات العائلية الحية أو حتى المكالمات الهاتفية هي الوسيلة الوحيدة لتقديم المعايدة للأقارب، بل أصبح الناس يفضلون تقديم تهانيهم عبر وسائل الاتصال الحديثة، ومنهم من يكتفي بتقديم التهنئة عبر حسابه الخاص على شبكات التواصل الاجتماعي. فهل فرضت الحياة علينا نوعاً معيناً من أنواع المعايدة التي أصبحنا نتقبلها شيئاً فشيئاً؟ وهل الانشغال وتعقيد الحياة الذي يزداد يوماً بعد يوم يفرض علينا استخدام وسائل تقنية أو إلكترونية لمعايدة من نحب ؟ متناسين أن تبادل الزيارات في العيد كما هي العادات و التقاليد التي عرفناها في الماضي. استطلاع كشف استطلاع أعده موقع «البيان» الإلكتروني حول المعايدات، وتقديم الواجب الاجتماعي عبر وسائل التواصل الحديثة وأتبعه بثلاثة احتمالات يجيب عليها قراء الصحيفة؛ هل هو عقوق وضرر بصلة الرحم ؟ أم تعزيز للتواصل وتسهيل على الناس ؟ أم واقع لا بد من تقبله ؟ وجاءت النتيجة أن 36% اعتبروه عقوقاً وضرراً بصلة الرحم. فيما اعتبر 22 % تعزيزاً للتواصل وتسهيلاً على الناس، في حين 42 % اعتبروا ذلك واقعاً لا بد من تقبله. كما تــم طرح نفس السؤال على صفحة الصحيفة على موقعها الرسمي تويتر وجاءت نتيجة الاستطلاع كالتالي: 27 % اعتبروا المعايدات وتقديم الواجب الاجتماعي عقوقاً وضرراً بصلة الرحم، فيما اعتبر 25 % تعزيزاً للتواصل وتسهيلاً للناس، كما اعتبر 48 % واقعاً لا بد من تقبله. البديل قال نادر عبدالمجــــيد، مدير فندق في مدينة العين: «يصـــعب علـــينا بديـــهيا أن نطلب من جميع الأشخاص الذين نعرفهم أن يزوروننا شخصيا في أيام عيد الفطر السعيد، فلكل منهم ظروفه وارتباطاته. لذا فإن وسائل التواصل الحـــديثة قدمت بديلاً جيداً في حال انقطعت سبل التواصل الطبيعي أو في حال كانت العلاقة أقل من درجـــة الزيارة العائلية أو الشخصية». من جهتها تحرص هويدا الفارسي، موظفة في جهة حكومية على المساهمة الجميلة في مراسم العيد، بما فيه من فرحة وسرور وتواصل ومعايدة للكبير والصغير، مشيرة إلى أن العيد في هذه الأيام يختلف عن السابق بكثير، في السابق كان الناس يهتمون بالعيد والزيارات والتواصل الأسري أكثر من الآن. وتعرب عن استيائها من سطوة التقنيات والتكنولوجيا الحديثة التي حلت نوعا ما محل الزيارات الحية والمفعمة بروح التكافل والتراحم، والمزركشة في الوقت ذاته بفرحة العيد. طفرة إلكترونية من ناحيته أكد الإعلامي محمد الخطيب أن الطفرة الإلكترونية لها إيجابيات كثيرة لا يمكن حصرها في تقريب المعلومات بلمسة زر، اختصارا للوقت والجهد. ولكن حينما نعيش أياما سعيدة كالعيد فيجب أن نستعد للتزاور والتراحم لما في ذلك من قيم إنسانية تعزز التواصل الاجتماعي، وعدم الاكتفاء فقط بإرسال رسائل معايدات عبر وسائل الاتصال الــــحديثة، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية. وأشار الفنان عادل عبده حمراء إلى أنه ضد من يكتفي بإرسال المعايدة عبر وسائل الاتصال الحديثة بدلا من الحضور الشخصي الذي يبرز معاني العيد الرامية لتعزيز صلة الرحم. موضحاً أن يجب أن تكون لدينا عزيمة للتحكم في تأثير وسائل الاتصال الحديثة على حياتنا اليومية وترسم بتردداتها إيقاع يومنا، وليس هــــذا فحسب، إذ تتراجع علاقاتنا الاجتماعية أمام هذه التقنيات الجديدة، وتؤثر سلبا على علاقاتنا الإنسانية. تواصل وعلى الرغم من انشغالات الفنان سعيد الشرياني إلا أنه يحرص على زيارة أهله وأقاربه في أيام عيد الفطر السعيد. وقال: إن كانت هناك فئة تبدع في اختيار وانتقاء أجمل رسالة عبر وسائل الاتصال الحديثة لإرسالها للقريب والبعيد من الأهل والأصدقاء والأقارب، إلا أنني مع الفئة التي تحرص على الزيارات فهي فرصة لتوثيق العلاقات الإنسانية الاجتماعية. وأضاف الشرياني: إن المعايدة التقنية أو التكنولوجية أثرت سلبا بوجه أو بآخر على زخم التجمعات العائلية وزيارة الأقارب والأهالي في الأماكن القريبة والبعيدة في شتى إمارات الدولة.ثقافة جديدة وقال عمر المري، موظف في القيادة العامة لشرطة أبوظبي: «لا نستطيع إنكار الفوائد التي فاجأتنا بها وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف وحتى شبكات التواصل الاجتماعي وأهمها اختزال الوقت واختصار المسافات ذلك من خلال إرسال رسائل إلى المغتربين من الأصدقاء والأقارب حين يتعذر لقاءهم. والذي أراه على الصعيد الشخصي غير مقبول من خلال تقديم المعايدة أو التهنئة من خلال تلك الوسائل أو الأجهزة الحــــديثة للشخص القريب الذي يقطن في نفـــس المدينة وربما في نفس الحي، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت التهنئة بذلك أصبحت ثقافة ؟ ولم يعد للزيارات حيزاً في حياة الكثيرين خاصة فئة الشباب ؟». وقال عبدالرحيم سلمان، متطوع بارز في عدة جهات حكومية وخاصة بابتسامة عفوية: «بحلول فجر أول أيام العيد يتعالى التكبير والتسبيح من مآذن المساجد، وتبدأ جموع المصلين بالتجمع لأداء صلاة العيد، وبعد أداء الصلاة والاستماع للخطبة والدعاء، يجتمع الناس ولا يفترقون إلا وقد عانق أحدهم الآخر، ومن ثم التوجه للأهل والجيران والأصدقاء وتهنئتهم بالعيد السعيد مباشرة، وهذا ما أحرص عليه شخصياً بدلاً من معايدتهم تقنياً أو إلكترونياً». متسائلاً أيضاً: «كيف لنا أن نضيع على أنفسنا بهجة العيد ذات النكهة الخاصة، وحيويته التي تشكل ملامحه وفق عادات وتقاليد إماراتية أصيلة بمعايدة تقنية تخلو من المشاعر الإنسانية النبيلة ؟». سلبيات وأوضحت موزة سالم الكتبي، مهندسة أول حاسب آلي في جهة حكومية في مدينة العين بـ«أننا نعلم جميعا بأن لعيد الفطر السعيد طقوساً خاصة جدا في قلب المجتمع الإماراتي بحيث تتمثل في الحرص الشديد على صلاة العيد، ومن ثم زيارة الأهل، وإعداد واجب الضيافة في البيوت وتقديم العيدية». وأضافت الكتبي: «إلا أن هناك وللأسف الشديد من خلق منظومته الاجتماعية على هواه، وفق ارتباطه بتقنيات العصر والعوالم الرقمية والتكنولوجية الحديثة التي أصبحت أداة لإرسال معايدات العيد من دون الإقدام أو الحرص على الزيارات، وتقديم التهنئة وجها لوجه. فهم يرون أن المعايدة التقنية تختصر الوقت والجهد، بل وتحمل الفرح والحب والتهنئة، أي أنها تحمل شعور المرسل، وتساعد في دوام التواصل بأي طريقة ووسيلة». ولم يختلف رأي الشاب الإماراتي جابر الأجبابي، رئيس مجلس إدارة فريق الوطن التطوعي عن رأي المشاركين في هذا الطرح، وقال: «نعم، إن المعايدة التقنية أو الإلكترونية تضعف التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يفكك نسبيا عمليات التواصل المباشر في هذه المناسبة الجميلة، وحلت الأجهزة الذكية ووسائل الاتصال الحديثة بأنواعها واختلافها كبديل رئيسي لكلمة – عيدك مبارك - التي تقال بشكل مباشر ولتصبح مجرد رسالة مكتنزة على وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي أو عبر الرسائل النصية وهو ما أفقد العيد طابعه الأصيل». حلاوة التواصل أوضح عبدالله العطر اخصائي تنمية بشرية وتطوير ذات بأن وسائل التواصل الحديثة بما فيها التقنية والتكنولوجية خلقت قنوات جديدة للتواصل ما بين الناس، وكانت السبب في كثير من الصداقات الاجتماعية الناجحة. وقال: «ومع ذلك ينبغي أن يفقه الناس بأنه لا تكتمل حلاوة العيد إلا بتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، وتجديد الود وصلة الرحم بيننا وبين من نحب في هذه المناسبة السعيدة، وذلك بغرض توثيق العلاقات والتعبير عن مشاعر الود والمحبة التي تحض عليها تعاليم ديننا الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة».تأثيرات وقالت المستشار الأسرية والمختصة في القضايا والشؤون الاجتماعية فاطمة المغني: «إن التكنولوجيا الحديثة أثرت على علاقة الناس بعضهم ببعض، وأصبحت المعايدات تتم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدلا من التهاني المباشرة من خلال التلاقي في المنازل وجها لوجه، الأمر الذي أثر سلبا على صلة الرحم». وأضافت المغني: «يجب أن ندرك تماما بأن العـــيد هو فرحة الصغار والكبار، وهي مناسبة لتجمع الأهل والجيران وزيارة الـــقريب والبعيد، به يهنئ الناس بعضهم البعض بقدومه.. وفيه تشعر العوائل والأسر بدفء الاستقبال وحرارة الترحيب أينما حلّوا، وتستقبلهم الابتسامات النابعة من القلب مصحوبة بتهنئة العيد»عيدكم مبارك«مع أجمل روائح البخور والعطور الإماراتية والأكلات والحلويات التقليدية، فكيف لنا مع كل ذلك ألا نتزاور، ونتـــشارك معا فرحة وبهجة العيد ؟». صفاء قال د. خليفة المحرزي، رئيس قسم المكتبة والنشر والترجمة في دار زايد للثقافة الإسلامية في العين: «أحرص على زيارة أقربائي أو الاتصال بهم في العيد، وما عداهم فأقوم بمعايدتهم من خلال وسائل الاتصال الحديثة». مؤكدا على زيارات العيد فيها التقاء الأهل والأقارب على مائدة واحدة تجمعهم المحبة وصلة الرحم، وفي ذلك تنقية القلوب وتطهير النفوس وإطفاء الضغائن. |
|
|
|