يُقال أن أحد التجّار توجّس في ليلة ٍ ما بأنّ لصاً دخل منزله ، فخرج ليتتبّع اثره ، فلم يره ، وفقد إناءً من الفخّار ، ولكنّه سمِع_أكرمكم الله_ " ضرطة ً " قويّة ، تذكّرها من شدّتِها ،
ومرّت على ذلك ايّام ، وكانت للتاجر بضاعة قد وردت لدكّانه ، فطلب المُساعدة بأجر ممن ينقلون لهُ البضاعة داخل الدكّان فإذا برجُلان توأمٌ ، متشابهان امام حانوته ِ جاءا ليسألاهُ
عن غرض ، فعرض عليهما المساعدة فيما أراد ، فوافقا ، وحدث انهُ اثناء نقل البضائع أن إنحنى أحدهُم ليحمل صندوقاً فخرجت منه ُ_أكرمكم الله_ ضرطةً قويّة وصَلت إلى سمع
التاجر من قوّتِها ، فأمسك بتلابيبه ، فقال له : لقد سرقتني ، فأنكر الرجُل ، فأخذه الى الوالي ، فسأل الوالي التاجر عن دليله ُ بأن من احضره هوَ اللصّ المطلوب ، فقال بأنه لا
دليل لديه سوى انهُ سمع_أكرمكم الله_ ضرطة ! فقال اللص : انا لا اضرُط ! إنما دائماً يفعلُها اخي !! فجاءوا بأخيه ِ الى الوالي ، وأمر الوالي بأن يحضر قاضي القضاة ليحكم في الأمر ،
فأحسّ القاضي بأن التاجر صادقاً في دعواه ، وفكّر ملياً ، ووجد بأن الحل ان يأكل كلا الأخوين شيئاً يجعلهما يخرجان صوت الريح قسراً ، فجاءوا لهم ببيض ِ الدَجاج مسلوقاً وامروهم
أن يأكلا منه ويشربا لبناً فوقه ُ / فمضت برهة من الوقت وإذا بالأخوين يبادرا بإطلاقِ الأصوات ، فسأل القاضي التاجر عمّا يسمعهُ حالاً ، أهوَ شبيه ٌ بما سمعهُ في منزله ؟
فقال التاجر : (كِلاَ الأخوَيْنِ ضَرّاطٌ ولكِنْ ** شِهَابُ ألدّيِنِ أضْرَطُ مِنْ اخِيِه)
فشدوا على شهاب ِ الدين بأكلِ بيض ِ الدَجاج ، إلى أن اعترف بما اقترف ، وذهب قول التاجر مثلاً .