الهدي النبوي في التداوي باليقطين
بقلم الدكتور نظمي خليل أبوالعطا
حديثنا اليوم عن النبات الذي احبه الرسول صلى الله عليه وسلم وأكله، وتتبعه في الأكل، وثبت بالعلم الحديث أنه يحتوي الماء الضروري للعمليات الحيوية بالجسم، ويحتوي الكربوهيدرات اللازمة لإمداد الجسم بالطاقة، ويحتوي الألياف اللازمة لتقوية الجهاز الهضمي، وبه الأملاح اللازمة للجسم وبنائه، وإتمام عملياته الحيوية، ويحتوي الفيتامينات الضرورية للإنسان، والتي تحمي جسمه من بعض الأمراض، وثبت بالعلم الحديث أنه طارد للدودة الشريطية، ومسكن للالتهاب، ومدر للبول، ومزيل للامساك، فكان من الهدي العلمي النبوي تتبعه في الأكل، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له أنه نبات اليقطين أو القرع أو الدباء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه. قال أنس رضي الله عنه: فذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرب إليه خبزا من شعير، ومرقا فيه دباء وقديدا، قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة، فلم أزل احب الدباء من ذلك اليوم. (أخرجه البخاري)
والدباء هو اليقطين أو القرع – والصحفة هي القصعة. فقد أحب المصطفى صلى الله عليه وسلم اليقطين وتتبعه في القصعة.
وقد قال ابن القيم الجوزية في الطب النبوي عن اليقطين: ماؤه يقطع العطش – ويذهب الصداع الحار إذا شرب أو غسل به الرأس، وهو ملين للبطن، وبالجملة هو أن ألطف الأغذية وأسرعها نفعا، ويذكر عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أكله. وبذور الدباء تطرد الدودة الوحيدة (أي الدودة الشريطية)من الأمعاء، ولبه مدر للبول، ومزيل للإمساك، وصالح لمرضى الكليتين والأمعاء، والتهاب المفاصل والروماتزم.
ولليقطين في ديارنا العديد من الأسماء الشائعة منها القرع، والقرع العسلي، والكوسة،والدباي والدباء.
وبالتحليل الكيماوي الحيوي لبعض ثمار اليقطين المقشرة وجد بها 94% ماء، 1% بروتين، 4% كربوهيدرات، 1% دهن، 6% ألياف، 5,0% رماد – والرماد يحتوي الكالسيوم، والفوسفور، والحديد، والصوديوم، والبوتاسيوم، والماغنسيوم، وتحتوي الثمار الطازجة فيتامين A، والريبوفلامين والنياسين وحمض الأسكوربيك، وتحتوي البذور 46% دهن، 34%بروتين، 10% كربوهيدرات ، 3% ألياف.
وقد ورد ذكر اليقطين في القرآن الكريم مرة واحدة قال تعالى: (وإن يونس لمن المرسلين، إذ أبق إلى الفلك المشحون، فساهم فكان من المدحضين، فالتقمه الحوت وهو مليم، فلولا أن كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون، فنبذناه في العراء وهو سقيم، وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) (الصافات / 139-146 ).
قال المفسرون اليقطين هو القرع المعروف – وقيل غيره وقال ابن القيم واليقطين المذكور في القرآن هو نبات الدباء، وثمره يسمى بالدباء والقرع. ومن حكمة إنبات اليقطين على سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام أن نبات اليقطين سريع النمو، والإزهار، والإثمار، وثماره تحتوي على المواد الغذائية اللازمة للجسم، وثماره تؤكل خضراء طرية، وتؤكل ناضجة، وقابلة للتخزين من دون تلف لمدة طويلة لسمك جدار الثمرة، وليس للثمار رائحة تجذب النمل والحشرات، وللنبات معاليق يتسلق بها على الخيام، والمنازل، وأوراقه عريضة تظلل المكان.
لذلك أنبته الله على سيدنا يونس (ذو النون) عندما لفظه الحوت فأنس بإنباته واستبشر بنباته ونموه السريع، واستظل بظله، واكل من ثماره وكان من أدلة توبة الله عليه ورضاه عنه.
ولفوائده الغذائية والصحية السابقة احبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من هديه العلمي التغذي عليه وللفوائد الغائية السابق ذكرها، وللفوائد الطبية المعروفة لنا الآن
منقول