روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
ملتقى المقتطفات الشعريه والشعر الفصيح والزواميل واالقصائد المنقولة [قصائد منقولة] +[زواميل]+[فصحى] + [ابيات مختاره] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
12-12-07, 01:04 PM | #1 | |
عضو نشط
|
طـــارق .
أخواني وأحبتي يسعدني أن أطرح مشاركتي الجديدة هذه وإلا قصة من تأليفي أحببت بها أن اشارك هذا الملتقى وهي بداية لكتاباتي القصصية والتي أتمنى ان تحوز على رضاكم من أنني أتمنى أن تبدو رايكم فيها من الناحية الفنية لها والاسلوب والمحتوى والدراما عناصرها التي يرتكز عليها فن كتابة القصة وابطالها .. رأيكم مهم .
_____________ طــــــــارق استلقى طارق على فراشه ، واضعاً يديه تحت رأسه وبدأ يلتقط أنفاسه ، فاليوم قدم أوراقه على لجنة الأبتعاث الخارجي ، آملاً بالحصول على فرصته ليحقق أحلامه بالالتحاق بكليات الهندسة العالمية بعد فشله بالالتحاق بجامعات الوطن والتي أوصدت أبوابها في وجهه بحجة الاكتفاء الذاتي ، وقبول النسب المسوح بها وعدد الطلبة الذي حجزوا مقاعدهم .. فرغم أن نسبته تسمح له بالقبول في أي جامعة داخلية وخارجية إلا أن الحظ لم يحالفه بهذا الشرف.. أخذ يفكر ويفكر ، ويغرد مع أفكاره في أٌفق خياله الواسع بحثاً عن مخرج ، عن قشة يتشبث بها ليخرج من بحرٍ تتلاطم أمواجه ، وتتأرجح بها سفينته البدائية ، غارقاً في سكون وهدوء غرفته ، وفيما هو يشاهد مسلسل أحداث يومه ، طرق الباب طارق .. تنبه طارق لطارق باب غرفته، واستوي في جلسته، لكي لا يراه من يدخل عليه وهو على حاله مجهداً، فحاول أن يزرع ابتسامته المعهودة، فأذن لمن بالباب بالدخول فا أنفتح الباب فإذا هي والدته وقد أارتدت ثوب الصلاة ، فبادرها بالوقوف وطبع قبلة على جبينها ، وقال : مرحباً بالغالية ، وأشار إلى مكان بجوار سريره ، زولية من التراث الشعبي أكلت من السنين عمرها الافتراضي وقد قبع فوقعها ، (مركاة) يتكأ عليها من يجلس، ومسندة ظهر مكسوة بقماش أحمر منسوج نسجاً يدويا تزينه بعض النجوم وأوراق الشجر باللون الأبيض .. فطارق يعشق التراث فتجد في غرفته البسيطة مختلفا من البنادق التراثية وأدوات الزراعة والأواني المنزلية القديمة.. فقد خصص لها دولاباً خاصا بها ، فأخذ بيد والدته وأجلسها في مكان الجلوس ، وقال لها بعطف الابن على والده الذي بلغ من العمر آخره وبدت على وجهه تقاسيم الحياة التي عاشها : تفضلي يالمزيونة ، فتبسمت والدته وقالت : الله يرضى عليك ويرفع من قدرك ياوليدي ( كعادة كبار السن عندما يتخاطبون مع أبنائهم ويتلطفون بهم ) ، مزيونه عاد!! ، وش خلينا لبنات اليوم إن دروا إنك تقولي لي مزيونه ، تسان يرفعن احتجاج للأمم المتحدة على التقليل من شأنهم مثل هالدول الضعيفة اللي تشتكي من الدول الكبيرة ، يوووووه يالغالية قالها طارق بضحكة مسترسلة خافتة أستغرابية لما سمع من والدته : يمه أثرك سياسية وأنا ماادري فتابع ضحكته .. فردت والدته : بضحكة متتابعة لضحكته : والله يا وليدي من كثر مااسمع هالرادو والتلفزيون ، اللي ما خلوا شيء . فقال طارق : لا لا ما عليك ، بنات اليوم يا بعدي ، ماهن مثل بنات زمان ندورهن بالقطارة ، اليوم ما شاء الله في كل بيت درزن بنات يدورن بس الي يسترهن ولو انه شايب بس فيه خير. والله أنك صادق يا وليدي ، قالتها وهي تسند ظهرها للجدار وتمد قدميها للأمام بعد أن أتعبتها قعدت التربيع ، والحين قل لي : وراك جالس لحالك ومطفي النور ، والنهار توه بأوله ومنين جاي . قال : مريت اليوم على الوزارة وقدمت أوراقي عساهم يوافقون ويبتعثوني مثل غيري من الشباب اللي ما قبلوا بالجامعات هنا ، وأنتي تعرفيني أحب الدراسة وودي أصير مهندس مثل ما كنت أتمنى وانأ صغير يا أمي ..فارتسمت الدهشة على وجه الأم وقالت : وش تقول ! وش هالابتعاث اللي تقول عنه، ووين بتروح . فرد طارق : الابتعاث يا الغالية فرصة محنتها الدولة الله يعزها للي ما يقبلون بالجامعات هنا من شان يدرسون برا ويرجعون ومعهم الشهادات اللي لو درسوا هنا تسان أخذوها .. وأنتي تعرفين لي سنه عاطل ولا شغل ولا مشغلة والوظايف اللي دورتها ما هي طموحي يا بعدي ،أنا عندي رغبة لدّراسة وأحقق اللي أبي ، فردت والدته وقد أثارها كلامه : يا وليدي وش صار على الوظيفة اللي قال لك عنها أخوك أحمد ويقول أنها زينه وكلم لك رجال يعرفه عشان يقبلونك فيها ، هماك تقول ما لقيت لك وظايف ، رح لرّجال وقل له: أنا من طرف أحمد اللي كلمك عني وعن الوظيفة ... فحاول طارق إن يخفف من حدة النقاش وما رآه من ثورة والدته على كلامه: يا أمي الله يخليك: أي وظيفة اللي يقول عنها احمد. تبغين ادفن عمري وأنا كاتب وإلا مراسل وإلا في الأرشيف. ياربي يخليك ، عندي حماس أسوي شيء في غير الوظيفة ، فقاطعته : طيب رح سجل عسكري مثل الناس الثانية وش فيهم كلهم مثلك ويمكن عندهم شهادات أحسن منك ، فارتسمت على وجهه علامة حزن عندما قالت أحسن منك .. فبادرها : عشان كذا أبي ادرس وما يصيرون أحسن مني ، فقاطعته : بس الدراسة غربة ومن يعتني فيك ويشوف وش تبي وأنت ما عندك أحد وبعدين إذا جبت الشهادة وش تسوي فيها ، والناس هناك ما هم مثل هنا وأخاف تضيع يا وليدي .. فقبل جبينها مهدئاً من حدة كلامها وقال : لا تخافين يالغالية ، اللي واثق من نفسه وبربه ما يضيع ، فقالت : ونعم بالله .. فتابع : شوفي كثير اللي مثلي يسافرون ويرجعون وهم ما شاء الله عليهم في مناصب كبيرة ووظايف أحسن من اللي قلتي أنتي عنهم أحسن مني ، الله يحفظك أنتي بس ادعي لي أنهم يقبلوني وييسر لي ربي كل شيء .. فهدأ مكان الغرفة قبل أن تطرق حياة الباب وتدخل وقد ارتسمت على محياها تساؤلات عن صوت وصمت كان بالغرفة فقالت : وش فيكم وبعدين ليش سكتم يوم دخلت .. فقالت لها الأم : ما فينا شيء أخوك يبي يدرس برا وأنا ما أبيه يروح . فتبسمت حياة وقالت : صدق يا طويرق ( تدليل لطارق ) .. والله شيء حلو أنه يكون لي اخو يدرس برا وافتخر فيه عند زميلاتي. فردت الأم بنبرة : هذا اللي همك .. فعاجلتها حياة : يا ست الكل : طارق هذي رغبته وشوفي وجهه غادي أشكال وألوان من الطفش وقلة الحيلة ، خليه يروح مثله مثل غيره .. فردت الأم: ها ها قولي وش عندك داخله، ومن اللي على التلفون تكلمينه ووش عنده.. فردت حياة : هذي الله يسلمك عمتي نوف ، وتسلم عليك وتعزمنا لعرس بنتها نوره الخميس الجاي ... فردت الأم وعلامات الغضب على وجهها : نورة بتعرس الخميس وأنا خاطبتها لطارق وموافقين ، وش اللي خلاهم يرجعون عن كلامهم ، وتتابع : قلة حيا والله والشرهة ما هي على لأم وبنتها ، ألشرهة على الرجّال عمك ، الله لا يبيض وجهه وش قلتي لها ، فردت حياة : قلت لها هالشيء فقالت أمها : بنتي جاها عريس كفو لها وولدكم ما عنده شيء وبنتي وافقت على العريس ، والزواج قسمه ونصيب وقمت وصكيت السماعة بوجهها وما رديت عليها .. فنظرت الأم على وجه طارق وجدته يبتسم ويتمتم : أحسن فكه فقالت له الأم وش تقول أنت بعد فقال طارق : أحسن فكه من جحا غنيمة ، جت منها مو مني ، وبعدين البنت أحس أنها شايفه نفسها هي وأهلها ، فردت الأم : بس هذا عمك وعطاك كلمة والرجّال ما يرجع بكلمته لو على قطع رقبته ، فقال : هذولا الرجال مو عمي ، وبعدين هذولا ناس شبعانين وعايشين فوق ويلعبون بالفلوس لعب وكل سنة في دولة ، وبنتهم تبي مثل كذا وأنا ا ما اقدر على هالشيء .. فقالت الأم : ولو ما صير هالشيء وأنا باتصل عليهم واوريهم شغلهم ، فقال طارق ليخفف من حدت غضب والدته : لا تتصلين ولا شيء بنتهم وعندهم ويزوجونها اللي يبون ، وأنا ماعندي شيء يا يمه مثل ما انتي شايفه والبنت ما هي محتريتني إلين اجمع فلوسي واجيها .. روقي يا أم محمد وهدي وخلينا منهم ، فردت الأم : وش اللي أخليهم عيب هالشئ وما يصير .. فرد طارق : تكفين يا بعدي خليهم باللي ما يردهم لا هم ولا بنتهم .. وإن قدر الله لي لأرد لهم الصاع صاعين.. مو عشان ميت على بنتهم لكن اعلمهم أصول الكلام والوفاء بالوعد ..فقالت الأم وقد تملكها الغضب : حسبي الله ونعم الوكيل ... فقام طارق وقبل رأس والدته وقال: يفدون رجليك كلهم يا بعدي ، وأبوي ما كذب يوم قال : عمك ما فيه خير لاهو ولا عياله والفلوس اعمتهم عن علوم الرجال ومجالسهم ، ما قد قال لك الله يرحمه يوم سيّر عليه يبغى منه سلف عشان يخلص البنك الزراعي ، ويوم جاه غداه دجاجة واللي عطاه ألف ريال، ورماها في وجهه ، تعرفين هالشيء وإلا لا ! . فقالت الأم : إيه قال لي الله يرحمه ، فرد : أجل انسيه . وفيما هم جالسون يتجاذبون أحاديث جانبيه ، دخل عليهم أحمد ، خيير إنشاء الله وش فيه ، فرد طارق : ولا شيء سوالف الحياة ، تسني سمعت عمي قالها أحمد. فقالت الأم : إيه عمك زوجك بنته من رجال جاهم وعرسهم الخميس .. ومن زين حلاياهم اتصلوا يعزمونا على العرس . فقال أحمد : أفااا وش ذا العلم . قالت حياة : جاك العلم ، هذا عمك وفعايله وفعايل مرته وبنته .. فقال أحمد : وأحمد وعطيته له وش اللي غيره .. فقالت حياة : غيرته الفلوس والمظاهر وأنت عارف عمك مو خافيك .. أحمد : أمحق من عم عز الله أنه قليل خاتمه ، وأنا أشوف ولده فهد ينافخ علي بنفس شينه وطردته من مكتبي ، جاني يقول نبي نفض الشراكة ، من يوم ما فتحنا هالمحل ما كسبنا ويبغانا نصفي المحل وطبعا انتم عارفين أنا خاش بمجهودي وهو بفلوسه ، يعني طردة لي .. فالتفت إلى طارق وقال: وش سويت مع الرجال اللي كلمتك عنه. فقال طارقا: ما رحت له جاني شغل. فقال أحمد: أجل لا تروح له، أتصل علي وقال: ترى الوظيفة جبت فيها واحد غيره معه شهادة جامعية. فضحك ، فقال طارق : وش اللي يضحك يالاخو : فقال أحمد : تدري من هو الموظف اللي جابه ، قال طارق من ! باستغراب.. قال أحمد : فيصل ولد عمك .. فضحك طارق ضحكة استهتار وقال : حلووووووة والله والتفت إلى والدته والتي تملكتها الدهشة من تعاقب الأحداث : شفتي يالغالية وتقولين ليش تبي تدرس برا ، وتبيني أعيش وسط هالمآسي ،فلفتت كلمة الدراسة برا أحمد وقال : وش الدارسة و برا .. قال طارق: انا قدمت اوارقي على لجنة الأبتعاث الخارجي وبيردون لي بكرة .. فقال أحمد : أحمد حلو والله يوفقك .. فتنبهت الأم لكلام أحمد : حتى أنت مثل أختك تبونه يروح برا .. فرد أحمد: إيه أبيه يروح برا ويسوي شيء ما سويته لا أنا ولا أخوه محمد، خليه يروح وادعي له بالتوفيق.. فالتفت لأخيه طارق : الله يوفقك يا طويرق شف حتى أنا بشهادتي الجامعية ما سوت لي شيء . رح يمكن تفتح لك الأبواب وتسهل أمورك ، وأنتي يالغالية : هونيها وتهون وقال : وما في يد المخلوق نفعٍ وضرّا ....... وما قدر الباري على العبد جاري ومن غاص غبات البحر جاب درّا ........ ويحمد مصابيح السرى كل ساري . يالله خلونا نقوم لصالة يقولها وقد أخذ بيد والدته ليساعدها على النهوض .. وتبعهما طارق وحياة .. يالله يا حياة هاتي القهوة ترى راسي دايخ يبي له مهّيله ( القهوة ) ... وانقضى يوم .. يومان أسبوع وطارق ينتظر موعد الاتصال من لجنة الأبتعاث حتى حانت ساعة الموعد التي كان يرقبها وفيما هو جالس مع عائلته في الصالة صباحا بعد العاشرة . رن هاتف المنزل ! فرفعت حياة التلفون وكان بجوارها على المنضدة، يفترش قماشاً مخمليا تزينه زخارف هندسية جميلة نُقشت عليه، فقال المتصل: الو. فردت حياة : نعم .. فقال : بيت طارق سعد ! فقالت : نعم وش تبي فيه أخوي . فقال : معك عبدا لله من للجنة قبول المبتعثين للخارج فممكن أكلم الأخ طارق .. فقالت : طيب لحظة . ووضعت يدها على سماعة التلفون .. وقالت : طويرق : مبروك مقدما يا حلو قبولك، على التليفون مسؤول المبتعثين يبيك .. فكاد طارق يطير من الفرح لهذا الخير لعل وعسى وقال بسرعة المتلهف. هاتي .. فقال: طارق هلا اخوي سم طال عمرك.. فقال المسوؤل : الأخ طارق سعد . فقال : نعم معك طارق سعد . فقال : ألف مبروك قبولك مبتعثا لدراسة الهندسة في جامعة مينوى بأمريكا ويا ليت تجينا بكرة إن شاء الله تكمل الأوراق عشان الملف يكمل وتقدر تسافر بعدها .. فقال طارق إنشاء الله وشكرا يالغالي . فقال المتصل : عفوا والله يوفقك ومع السلامة فأغلق طارق السماعة بعد انتهاء الاتصال . وأخذ يصرخ فرحا الله الله وأخيرا قبلوني باركي لي يالغالية وهو يمسك برأسه والدته ويقبله ..وقد علت البشاشة وجهها لفرح طارق وقالت : مبروك يا ولدي والله يوفقك ويسهل لك دربك والله آلاتك بالدراسة ونفسك ، فقال : أبشري باللي يطيب خاطرك ويرضيك يالغالية .. وهدأ صوت طارق وتبسمت حياة وقالت : مبروك يا طويرق جاك يا مهنا ما تمنى ، من قدي الليلة ، الله يوفقك يا اخوي وتحقق اللي تبي .. وتناول طارق فنجال قهوة من يد أخته ثم تممه وقال : بعد إنكم بروح لمشاري خويي ابشره بقبولي ، لأنه ينتظر الخبر مني .. فتناول غترته وطاقيته والتي كانت على طرف الكنبة في صالة الجلوس .فسلم مودعا والدته وأخته بإشارة من يده لهما . ففتح الباب الخارجي واقفله خلفه.. وعم الهدوء المنزل فيما قامت حياة بحمل صينية القهوة والشاي إلا المطبخ فيما نهضت والدتها لتصلي الضحى كعادتها كل يوم ، وفيما هي في صلاتها إذ طرق الباب طارق استجابت له حياة عندما كانت خارجة من المطبخ عندما سمعته ورأت أمها في صلاتها . فقربت من الباب قبل إن تفتحه، وقالت: من عند الباب فقال: أنا جاركم سليمان.. فقالت : أمر خير إنشاء الله .. فقال: فيه أحد من العيال بالبيت، فتوجست خيفة من سؤاله.. فقال: أبيهم ضروري فتملكها الخوف.. وقالت: لا ما فهي احد خير وش فيه، فقال: طيب الوالدة فيه، فقالت: لحظة أناديها لك. فرجعت فإذا والدتها قد انتهت من صلاتها رافعة يديها تدعو. ، فدنت منها حياة وقالت : يمه : جارنا سليمان عند الباب ويسال عن العيال وقلت له ما فيه احد قال أجل نادي لي الوالدة فنهضت أمها وعليها ثوب الصلاة لعّله خير إنشاء الله وغشت وجهها بشيلتها التي تلبسها . فدنت من الباب وقالت : خير يا أبو راشد وش عندك فقال: ما فيه إلا خير بس طارق صار له حادث وهو بخير ونقله الهلال الأحمر للمستشفى وأبي احد من العيال نروح نشوفه فلم تتمالك أم محمد والدة طارق إن تسمع الخبر إلا وسقطت عند الباب فشاهدتها حياة وجاءتها مسرعه : يمه يمه وش فيك وش قالك أبو راشد . فأسندت أمها على رجليها يمه قولي شيء، وش فيه فقالت أمها: إن لله وإنا إليه راجعون.. أخوك طارق صار له حادثا ونقوله المستشفى. فصرخت حياة : لا لا ومعقول وأجهشت بالبكاء قبل إن تنبهها والدتها : ليه تبكين ، طارق يقول ما فيه شيء قومي اتصلي على إخوانك خليهم يجو ويشفون أخوهم وش فيه فأخذت حياة تجر خطاها متثاقلة لتلفون وترفع سماعته لتطلب رقم محمد بعد إن أجابها بأن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به .. فاتصلت على أخيها أحمد : هلا حياة أمري . فقالت ونبرة الحزن تعلو صوتها : ألحقنا يا أحمد فرد : خير شو فيه ، فقالت : طارق صار له حادث ونقوله المستشفى وأمي طايحة عندي بسرعة الله يخليك . فقال : خلاص خلاص أنا جي فأغلق السماعة . وبعد فترة ليست بالطويلة ، طرق احمد الباب ففتحت حياة الباب وهي تجهش من البكاء هي ووالدتها ، فقال وش اللي صار فقالت: جانا أبو راشد جارنا سليمان وقال إن طارق صار له حادث ونقلوه المستشفى ، بسرعة الله يخليك بنروح نشوفه فقال: ما قال لكم أي مستشفى فقالت : لا! بس يمكن المستشفى القريب من هنا فقال : خلاص بروح أشوفه ، فقالت أمه خذني معك بعد إن ودعت صمتها بشوف ولدي . فتبعتها حياة : وأنا بعد ! فقال : يالله مشينا ، فأغلقوا الباب ورائهم وفيما هو يأخذون منعطف الطريق ، شاهدوا سيارة طارق ، فقالت حياة وقد سبقت أحمد بالكلام هذي سيارة طارق ، الله يستر الله يستر وأخذت تردد هالكلمة وأحمد وأمه ملتزمين الصمت .. وما هي إلا دقائق حتى وصلوا المستشفى ودخلوا إلى قسم الطوارئ فيها فتقدم أحمد إلى موظف الاستقبال : ممكن اخوي اسأل عن واحد دخل هنا بسبب حادث قبل ساعة تقريبا فقال له الموظف : وش تقرب له فقال أحمد : أنا أخوه أحمد وين هو فيه ووش صار له فقال : ادخل على الدكتور عاطف في الغرفة المقابلة ، فسحب أحمد خطاه وقد رأى شيئا في وجه الموظف وحس بما لم يعلمه حتى الآن فطرق باب الغرفة وقال له من بالداخل : تفضل فدخل أحمد وتبعته أمه وأخته ، فقال الدكتور : خير أمر فقال أحمد : أنا اخو طارق اللي دخل المستشفى قبل ساعة بسبب حادث فقال الدكتور : أنت تقرب له فقال : أنا أخوه فقال الدكتور وقد ارتسمت على وجهه علامات الحزن فقال : أول شيء يا أخ أحمد علينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره وإن كل ما يحصل لنا بقدرة ربنا فعاجله أحمد : طارق صار له شيء قل يا دكتور وولدته وأخته خلفه واقفتين ينتظران الخبر .. فقال الدكتور : الحقيقة يا أخ احمد أحنا عملنا كل شيء مطلوب منا في إنقاذ حياة أخوك طارق لكن القدر سبقنا له وما نفعل شيء ، أخوك يا احمد عطاكم عمره وادعوا له بالرحمة والمغفرة .. فصرخت حياة قبل أمها : طارق مات طارق ما يا يمه وبإيمان عميق تقبلت الأم المكلومه الخبر برباطة جأش وكأنها مصيبتها هانت عليها لا لشيء ولكن لأن ما أصابها لم يكن ليصيبها لولا أمر الله فتقبلت الخبر وهي تعتصر دموعها فلم تزد على قولها : إن لله وإن إليه راجعون ، قدر الله وما شاء فعل ، لله ما أعطى ولله ما أخذ ، وخلفها حياة تبكي ألماً وحسرة على فراق طويرق كما كانت تدلعه . أما احمد فلزم الصمت وأطرق رأسه بعد إن جلس على كرسي بجوار طاولة الطبيب وعيناه تذرف دموعهما ، ما هي إلا لحظات حتى نهض أحمد أخذ بيد والدته وقال: البقاء براسك يالغاليه وعظم الله أجرك في طارق وقبل رأسها وما في يدنا شيء يالغاليه أمر الله ونفذ .. وأنتي يا حياة خفي شوي حرام البكاء وبكاك ما راح يرد طارق. أدعي له بالرحمة والمغفرة .. خلاص يكفي فتابعت حياة بكاها وقالت : طارق مات يا أحمد مات وما تبيني ابكي حرام عليك يااخي ، وأنا أخوه يا حياة وفراقه على أشد من طلقة رصاص في صدري لكن وش تبيني أسوي لو البكى بيرده والله لأبكيه لكن هذا أمر الله لازم نرضى فيه .. فقالت : ونعم بالله فأخذت بأطراف أصابعها ومن تحت غطاء وجهها تمسح دموعها .. فنهض الجميع مغادرين الغرفة . فيما ظل أحمد واقفاً برهة وألتفت لدكتور وقال : ممكن أشوفه يا دكتور فقال الدكتور : أنت ممكن لكن أمك وأختك لا بالوقت الحالي وأنت عارف النظام .. فقالت حياة : تكفى يا أحمد أبي أشوفه ، تكفى أبي أكحل عيوني فيه قبل ما تدفنونه ، فقال أحمد : يا دكتور نشوفه لأخر مرة فقال الدكتور : مومشكلة تفضل وسار الجميع إلى ثلاجة الموتى ليلقوا النظرة الأخيرة على طارق الفتى الشاب الطموح والذي اختطفته يد المنون في أوج شبابه محطمةً للحلم الجميل الذي لو عاش لأحياه ولكن القدر عاجله ولم يمهله فطويت صفحة جميلة من حياة أم محمد وأولادها ، صفحة طارق الجميلة والتي كانت تملأ بيتهم حيوية وهمه ، بهجة وصفاء ، نقاء ومتعه ، طويت صفحة طارق وانتهت معه أمنيته وحلمه .. فحملته الأكتاف وهي تلهج بالدعاء له بالمغرفة والرحمة والمنزلة الرفيعة من الجنة ..... تجد في زاوية غرفة الجلوس بالمنزل الأم وقد بسطت سجادتها تصلي وترفع يديها إلى عنان السماء بالدعاء. وحياة لا تكاد تفارق صورة طارق وهي معلقة بالصالة، وتتأملها، واحمد الذي كثيرا ما يلتزم الصمت حين يمر به طيف طارق .. ومحمد أخيه الأخير الذي دخل وهو يبتسم متجها جهة والدته وهي على سجادة الصلاة ، ليقول لها وهو يقبل رأسها : ابشري يالغالية : ربي أخذ أمانته طارق ، وجاني وولد قبل شوي وسميته طارق ، فتلألأ وجه أمه وقالت : ألف مبروك يا ولدي وولدك ولدي وطارق عوضني الله عنه بطارق .. الحمد لله الحمد لله .... انتهت القصة . وتقبلوا تحياتي |
|
12-12-07, 02:08 PM | #2 |
طارق الحزن هنا يطرق أبواب القلوب :::
عذرا فكأس الحزنِ هنا متوفر بلا حدود ::: من أول حرف حتى أخر حرف ::: : : : تسلسل أحداث رائع ::: قصة لربما كانت نوعا من واقعنا ::: : : : العود الأزرق اجدت الخاطرة وها أنت هنا تجيد فن القصة ::: هنيئا للملتقى بك يا أيها الراقي حرفا ::: : : : كن بخير ::: لمعة الجليد... |
|
12-12-07, 02:13 PM | #3 |
13-12-07, 12:33 AM | #4 |
13-12-07, 01:45 PM | #5 | |
إنتقل إلى رحمة الله تعالى
|
دمت... رائع كما أنت
قصة رائعة ومتسلسة سلمت لنااا وننتظر إبداعكـ |
|
13-12-07, 01:54 PM | #6 | |
عضو نشط
|
لمعة الجلـيد ..
الحزن احيانا إبداعا فنراه إما مكتوب شعرا أو نثرا او قصة أو لوحة تشكيلة ،بصنع فناً جميلا نستعذبه الألسن وتكتنزه الصدور وتشخص لروعته الابصار ، والقصة فنُ جميل يمتهنه كثير من الأدباء ، ليسلبوا به ألباب القُراء .. وفي قصتي هذه والتي اعتبرها محاولة في كتابة هذا الفن ـ، والغوص فيه ، فلعلي قد وفقت بعد الله سبحانه وتعالى في كتابتها . ومرورك بها كان أمره عظيم على نفسي فجدير بها أن تشهد إمضاءك ، فهي محاولة والمحاولة تحتمل الخطا والصواب وانا انتظر نجاحها في هذا الملتقى . اشكر إشادتك بها ، ودمتي تقبلي تحياتي |
|
13-12-07, 02:02 PM | #7 | |
عضو نشط
|
أحمد بن ناحل ..
شاعر مميز ، وضعت بصمتك هنا وهذا يكفيني ، ولانسان بحاجة لوقوف أحبته من حوله فهم من يصنعون نجاحه، والاهم من ذلك أن يكون هذا الرأي بعيدا عن العواطف ، والرأي الحقيقي هو المحق الرئيسي الذي يبحث عنه الكاتب او الشاعر .. فالمجالمة ربما يتقبلها إذا كانت من صديقه ولكن عندما يظهر للعامة يصطدم بالحقيقةالتي ربما تعيده للوراء .. فالرأي من المقربين له يجب أن يُبنى على الصراحة ، وعليه ان يتقبل هذا الامر ولا يتظجر منه وان يكون صدره رحبا لتقبل الانتقاد .. اشكر أخي احمد فهذه الكلمات دفعة لي للأمام ، لا تحرمني إطلالتك الارئعة |
|
13-12-07, 02:09 PM | #8 | |
عضو نشط
|
الحميدي المخلفي ..
سلمت ودمت ، وما ابحث عنه هو هل فعلا وفقت في كتابتها ، وهل فعلا نجحت كما كنت اتصورها قبل أن أُنزلها هنا .. بدات بالخطوة الاولى بينكم فرايكم يهمني فأنتم على قدر كبير من الثقافة والإطلاع .فالبناء الحقيقي يبدا من الاحساس وهو هذا الملتقى الرائع . وطول القصة راجع للابطال الذين أحتوتهم وقد كانت لدي القدرة على التوسع ، إلا أنني اختصرت مسافة الاحداث لكي لا تصبح رواية . شكرا لك من الاعماق .. إمضاءك نجمة جديدة تُضاف نوتتي الادبيه . تقبل تحياتي |
|
13-12-07, 02:18 PM | #9 | |
عضو نشط
|
الفجـر الخجول .
كم يتمنى الانسان أن يرى نجاحه ويسعد به عندمت يرى الاكف تصفق له ، هي الخطوة الاولى على الطريق . إشادتك تصفيقة أُولى ، فلكماتي تعجز عن رد الجميل فلكم الشكر الجزيل والتبجيل . تقبلي تحياتي |
|
13-12-07, 05:28 PM | #10 |
|
|