روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
15-12-16, 06:58 PM | #1 |
إهداء لأعضاء وزوار الملتقى الإسلامي بملتقى حرب
إهداء لأعضاء وزوار الملتقى الإسلامي بملتقى حرب
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقال : علم ابنك القرآن والقرآن يعلمه كل شيء. الموضوع إهداء لأعضاء وزوار الملتقى الإسلامي بملتقى حرب .... بإذن الله، في كل مشاركة مستقلة تجدون تفسير أيه من آيات القرآن الكريم. وبالإضافة إلى الفائدة المرجوة على المستوى الشخصي لكل مطلع فإنه بإمكان الجميع نسخ تفسير آية كل يوم وإرسالها للقروبات المشاركين بها، وأي موقع آخر. أسأل الله لنا ولكم التوفيق. |
|
15-12-16, 07:58 PM | #2 |
15-12-16, 08:02 PM | #3 |
تفسير سورة طه
سورة طه سورة مكية، وهي من العتاق الأول، وقد افتتحها الله تعالى بقوله: (طه)، وهي من الحروف المقطعة المختلف في معناها، وهناك من يقول: إن (طه) اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر الله تعالى الغرض من إنزال القرآن الكريم على نبيه، وهو أنه للتذكرة والموعظة لمن يخشى الله تعالى، وفي بداية السورة ذكر الله تعالى أن له الأسماء الحسنى، وأنه سبحانه يعلم السر وأخفى .. وفي ذلك فوائد عظيمة وثمرات جليلة ينتفع بها المؤمن في حياته وآخرته.
|
|
15-12-16, 08:04 PM | #4 |
توطئة عن سورة طه
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شعار ودثار ولواء أهل التقوى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فسورة طه من العتاق الأول مثل قرينتها سورة الكهف، وقد أنزلت سورة طه بعد سورة مريم، وهي كذلك في ترتيب المصحف بعد مريم، لكن الذي جعلنا نبدأ بسورة طه أن لنا تفسيراً لسورة مريم موجود بين الناس متداول فأحببنا أن نبدأ بما لم نشرع به، فلذلك بدأنا بسورة طه، وسنعود إن شاء الله تعالى إلى سورة مريم، لكن من حيث النزول طه نزلت بعد مريم، وكلاهما سورة مكية، إلا آيتين من سورة طه اختلف فيهما وهما: الآية رقم مائة، ومائة وإحدى وثلاثين. |
|
15-12-16, 08:05 PM | #5 |
تفسير قوله تعالى: (طه) وبيان اختلاف العلماء في معناها
استفتح العلي الكبير سورة طه بقوله: طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه:1-2]، ومن أكثر أحرف القرآن المتقطعة في أوائل المصحف إشكالاً هذان الحرفان (طه)؛ ذلك أن العلماء من حيث الجملة انقسموا إلى قسمين في فهم هذا الأمر: فمنهم من قال: إن (طه) هي من جنس الحروف المتقطعة، ومما يعينهم على هذا الفهم أن الحرفين (الطاء والهاء) من نفس الأحرف التي جاء بها افتتاح بعض سور القرآن، قال تعالى: طسم [الشعراء:1]، وقال تعالى: كهيعص [مريم:1]، فالهاء والطاء وجدتا من قبل في فواتح سور القرآن، فهذا منحى، وهذا المنحى يجري عليه أحكام رأينا في مسألة فواتح القرآن -أي: الأحرف المتقطعة- وقد فصلنا فيه في تفسير سورة (ن). وقال بعض العلماء: إن (طه) ليست من الأحرف المتقطعة، وقد اختلف أصحاب هذا القول فيما بينهم: ما المقصود بكلمة طه؟ فقال بعضهم: إنها فعل أمر بمعنى: ضع، وهي مأخوذة من وطئ، وهؤلاء يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام الليل يقوم على قدم ويرفع أخرى، فجاء القرآن تسلية وتعزية له. وقال فريق آخر من العلماء: إن (طه) كلمة معناها: يا رجل! طه بمعنى: رجل، وحرف النداء محذوف والمعنى: يا رجل! وقال آخرون: إنها اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كنت إلى عام أو عامين تقريباً أذهب إلى أنها من الحروف المتقطعة، لكن الذي يبدو أن القول بأنها اسم للنبي صلى الله عليه وسلم أقوى، ووجه القوة مأخوذ من تدبر القرآن -ولولا آية الشورى لجزمت لكن آية الشورى أوقفتني- وهذه طريقة في فهم القرآن، فالله تعالى يقول: الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ [البقرة:1-2]، ويقول: الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:1-2]، ويقول: طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ [الشعراء:1-2]، إلى غير ذلك من آيات القرآن، فلم يرد بعد الحروف المتقطعة خطاب مباشر للنبي صلى الله عليه وسلم اللهم إلا في سورة الشورى، قال تعالى: حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الشورى:1-3]، وهذه هي التي أوقفتني، وإلا فسائر سور القرآن المبدوءة بأحرف متقطعة لا يأتي بعدها مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ففي سورة طه ما يشعر أن طه اسم له عليه الصلاة والسلام؛ إذ الله تعالى يقول مخاطباً له: طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه:1-2]. أما قول من قال من العلماء: إن معناه: يا رجل، فقد ورد في شعر العرب -كما في شعر أبي تمام وغيره- أن طه بمعنى: رجل، لكننا نستبعدها؛ لأنه ليس لها نظائر، ومعنى ليس لها نظائر: أنه إذا اتفقت الأمة على أن الله جل وعلا إكراماً لنبيه لم يخاطبه باسمه فلم يقل له في القرآن: يا محمد، فكيف يعقل أن يناديه: يا رجل؟! فهذا بعيد، فكل ما ورد في القرآن: يا أيها النبي! يا أيها الرسول! فلا يمكن أن ينتقل من هذه الفوقية حتى ينادى: يا رجل! فهذا بعيد وإن كانت اللغة تحتمله. لكن نقول: إن القول أن طه اسم للنبي صلى الله عليه وسلم غير بعيد، وهذا ما نميل إليه ميلاً كبيراً، وهذا مستخدم حتى في الشعر العربي. وذهب بعض مشايخنا إلى أن طه من الحروف المتقطعة، لكن لا ينكر على من ذهب إلى أن طه اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد مر معنا -فيما يبدو لي- أن سماحة الوالد الشيخ ابن باز والشيخ العلامة ابن عثيمين رحمة الله تعالى عليهما أنشد بين يديهما قصيدة للتويجري كان مطلعها: دمع المصلين في المحراب ينهمر .. وفيها: إذا تطاول بالأهرام منهزم فإن أهرامنا سلمان أو عمر أهرامنا شاد طـــه دعائمها وحي من الله لا طين ولا حجر فكبر الشيخان عندما سمعا هذين البيتين، ولم ينكرا كلمة (طه)، مع أن الشيخ عبد العزيز رحمه الله كان يرى أن (طه) ليست اسماً للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن الآية كما قلنا قابلة للأخذ والعطاء وليست مجال إنكار, والبيتان اللذان ذكرناهما من جميل الشعر الإسلامي المعاصر. نعود ونقول: إننا نختار أن طه اسم للنبي صلى الله عليه وسلم. |
|
16-12-16, 01:33 PM | #6 |
تفسير قوله تعالى: (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ... تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العلى)
قال تعالى: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه:2]، (ما): نافية قطعاً، و(أنزلنا): أخبر الله أن القرآن منزل من عنده، وقد فصلنا القول في التنزيل وأنواعه، ونذكر بأن الله لا يذكر أن شيئاً أنزل من عنده إلا القرآن، وفي غيره يبهم أو يسنده إلى غيره، كقوله: فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا [البقرة:59] من أين؟ مِنَ السَّمَاءِ [البقرة:59]، ولم ينسبه إلى نفسه، وقال: وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا [الفرقان:48]، ولم يقل من عندنا، فالذي ينسبه الله ويضيفه إلى ذاته العلية لا يكون إلا القرآن، كما قال تعالى: تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [يس:5]، وغيرها من الآيات الكثيرة. يقول تعالى: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه:2]، الشقاء: هو العناء والتعب، ومقصود الآية: أن هذا القرآن أنزلناه رحمة بك، وبه ترحم الناس، وليس المقصود من إنزاله أن يصيبك شقاء وعناء وتعب من كثرة محاورتك لقومك، وكثرة تأسفك على حالهم؛ فإنك لست مكلفاً بأكثر من أن تدعوهم إلى الدين، وهذا المعنى يؤيده القرآن كله، قال تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ [الغاشية:22]، فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ [الكهف:6]، فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [فاطر:8]، فالقرآن يؤيد هذا المعنى، وهو أن الله ما أنزل هذا القرآن على نبيه حتى يصيبه من الكمد والعناء والشقاء بسبب جحود قومه له. |
|
16-12-16, 01:40 PM | #7 |
16-12-16, 01:41 PM | #8 |
قال تعالى: تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلى [طه:4] قوله: (تنزيلاً) أي: هذا القرآن، و(تنزيلاً) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نزلناه تنزيلاً، تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلى وهو الله جل جلاله، وقدم الأرض هنا على السموات لأنها ألصق بحياة الناس، وهي أولى الآيات المحسوسة بالنسبة لهم.
وخلق السماوات والأرض من أعظم الآيات الدالة على عظمة الله، وقد قررته أكثر من آية في كلام الله. |
|
16-12-16, 01:43 PM | #9 |
قال تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، أي: من خلق الأرض والسماوات العلى هو الرحمن، فالرحمن خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
والرحمن: اسم من أسماء الله الحسنى؛ بل من أعظم أسمائه الحسنى، فالرحيم يجوز أن ينادى به غير الله، فتقول: فلان رحيم بغيره، لكن لا يقال: فلان رحمن بغيره، فهذا من الأسماء المختصة بالله جل وعلا. وقوله: عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، العرش: سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، والدليل على أنه ذو قوائم: قوله عليه الصلاة والسلام: (فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا بموسى آخذ بقوائم العرش) ، فهذا نص صريح على أن العرش له قوائم تحمله الملائكة، قال الله جل وعلا: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17]، وقال الله في سورة غافر: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ [غافر:7]، فأثبت الله أن هناك ملائكةً تحمل العرش. وقوله: عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى أي: استواءً يليق بجلاله وعظمته، وهذه أحد ست آيات أخبر الله جل وعلا فيها أنه مستوٍ على عرشه، ولا ينبغي العدول أبداً عن قول أهل السنة: أن الاستواء معلوم، والكيف مجهول؛ لأن ذكر الله للاستواء في أكثر من موضع تصل إلى ستة ولم يتغير اللفظ دليل على أن اللفظ مقصود لا يقوم مقامه غيره، وقد ذهب بعض أهل البدع إلى أنه بمعنى: استولى؛ وهذا باطل، فإن الله قد أخبر أنه مستوٍ على عرشه، ونحن نقول: نؤمن بكلام الله على مراد الله، ونؤمن بكلام رسول الله على مراد رسول الله، وقد كان الشافعي يردد هذا الكلام كثيراً: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. |
|
16-12-16, 01:43 PM | #10 |
قال تعالى: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى [طه:6]، ذكر الله أربعة أملاك: السماوات، والأرض، وما بينهما، وما تحت الثرى، واختلف في معنى قوله: (وما تحت الثرى)، ولعله يدخل فيها -من حيث الاستئناس- المعادن التي في الأرض، وكنوز الأرض المدفونة غير الظاهرة، وما بين السماوات والأرض: الأشياء الظاهرة.
وينبغي أن نعلم أن الله ملك الأملاك، ورب الأفلاك، وأنه جل وعلا متصرف في هذه الأربعة تصرفاً تاماً؛ فهو الذي أوجدها، وهو الذي يملكها، وهو الذي يفنيها، وهو الذي يحيي من شاء منها، وهذا كله ملك تام لا نقص فيه بأي وجه من الوجوه، قال تعالى: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، (ما) هنا موصولة، والمعنى: والذي تحت الثرى، وليست نافية، و(ما) الموصولة لا يجوز الابتداء بها، فمثلاً قوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136]، لا يجوز أن تقف فيها ثم تبدأ بقوله: وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ، لأنه ستصبح (ما) نافية، فما الموصولة لا يبدأ بها، إنما تعود وتقرأ: إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى [البقرة:136]، ولا تبدأ بها. فهنا لو أن إنساناً انقطع نفسه فلا يقرأ: وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وحدها، فكأنه ينفي؛ لأنها موصولة فلا يبدأ بها؛ لأن واو العطف لا يعتبر شيئاً، وهذا يحترزه الأئمة. |
|
|
|