![]() |
![]() |
![]() |
روائع شعريه |
روائع الكسرات |
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
![]() |
|
![]() |
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
![]() 'حكايات كورية' تسجل محاولة الكوريين الأوائل في تأمل الكون وما فيه
أروع ما في الفن أنه يقول شيئًا لا تقوله الحياة، ويرسم باللون أو بالكلمة أو بالحجر نور المعرفة. ميدل ايست أونلاين كتب ـ محمد الحمامصي الأسطوري مع الحكائي "حكايات كورية ين نال.. ين نال" كتاب يشكل مختارات من حكايات الكوريين الأوائل التي تحمل خبرات الوعي الإنساني والثقافي للإنسان الكوري وعلاقاته بالطبيعة والكون وأيضا علاقاته بالحضارات والثقافات الأخرى، اختارها وترجمها حسن عبده، الذي يعيش في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، ويقوم بتدريس اللغتين العربية والإنجليزية. وقدم لها د. محمود عبدالغفار مدرس الأدب المقارن بكلية الآداب جامعة القاهرة بدراسة مهمة حول الأدب الكوري وعلاقاته الثقافية والحضارية بالعالم، حيث أكد أن الإبداع الفردي الكوري منفتحا على التاريخ الإنساني وحضارته وبخاصة في تشابكها المذهل الذي قد يظل التاريخ صامتًا أمامه حتى يكتشف من الوقائع والحقائق الملموسة ما ينطقه. ذلك الانفتاح المؤسس على وعي عميق ومدهش بأدق تفاصيل التاريخ الكوري قديمه وحديثه في أعمال الشاعر العظيم "كو أون" - الذي رشح لسنوات طويلة لنوبل في الأدب، وهو ممن يستحقونها بالفعل - ففي قصائده، وفي الشعر الكوري الحديث، إشارات متواترة عن اتصال كوريا بالعالم العربي، فهناك مفردات: الحرير، الزخارف، الأولوان، الصحراء العربية، الأوز العراقي، وفي ديوان "أماكن خالدة" بعض هذه المفردات، لكن الأهم هو ورود رقصة كورية شهيرة اسمها "بوك تشُنج؛ رقصة "قناع الأسد" وبوك تشُنج قريةٌ بشمال هام يونج، حيث نُسبت الرقصة إلى ذلك المكان، وهي رقصة تحاكي رقصة أسد أفريقي حيث يتساءل "كو أون" عن كيفية مجيئه إلى كوريا، وفي قصيدة أخرى بعنوان "الهانجول" إشارة مهمة إلى اتصال كوريا بالعالم قديمًا وحديثًا، حيث دخلت اللغة الكورية مفردات من الصينية واليابانية والمنغولية والتتار والترك. من فنلندا البعيدة، ومدغشقر، والهند، وبلاد فارس، وشبه الجزيرة العربية، والأيرلنديين، والبرتغاليين. وجميعها قد تم تصفيته وصهره داخل اللغة التي أصبحت - كما وصفها الشاعر - اللغة الكورية. أما على مستوى الإبداع الجمعي فرأى د. عبدالغفار أن المسألة أشبه بقطع الآثار التي تزداد قيمتها بمرور الزمن. فما تتركه الشعوب من أساطير وحكايات تتناقلها الأجيال بزمن يحسب بالقرون أمر يبقى مرجعًا لا غنى عنه في التعرف عليها وعلى الطريقة التي رأت بها نفسها في علاقاتها بالكون وكل ما فيه ومن فيه في الوقت نفسه. إن أروع ما في الفن أنه يقول شيئًا لا تقوله الحياة، ويرسم باللون أو بالكلمة أو بالحجر نور المعرفة. لقد كان الفنان القديم يمد يده ليتكلم أو يرسم في محاولة للخروج إلى المطلق أو ربما من قبيل الاستغراق الصوفي في الكون، لكنه وقد بدأ بالأعاجيب الصغيرة، ملك نفسه واطمأن أينما سار. وفي رحلته تلك أفضى بكل شيء لأنه كان قريبًا من كل شيء تاركًا إفضاءه وديعة على لسان الزمن في انتظار الكشف مع الأجيال. فالزمن جزء من الوجود البشري؛ شريك ينطق ويتحدث بالقدر الذي نقترب منه فيه وبالقدر الذي يكشف عن تقديرنا له وقدرتنا على مساءلته. فما أجمل أن يبرز مع الحاضر كل نصب الماضي ليتحقق ما يمكن تسميته بالتكامل الحضاري. وأضاف إن سر عنايتنا بما تركه الأولون هو بحثنا عن الحكمة وتنمية بواعث العطاء، فضلاً عن معرفتنا بمن نكون من منظور أننا امتداد لهم، ولا يمكن بحال من الأحوال في ظل التقدم الراهن على مختلف الأصعدة أن ننكر حاجتنا الملحة إلى بداهتهم وولوج عوالمهم بكل بساطتها ووضوح تكويناتها اليوم. إن الصوت المتصاعد في المعجزات التشكيلية ليس مثيرًا فحسب، بل هو تجربة وجود أيضًا. فهو يعطي المعنى الذي نبحث عنه، في الوقت الذي يمنحنا فيه التأمل والتسلية دونما تعارض، ومن هنا يمكن أن نفهم ارتياحنا لسماعه وقت الأكل أو العمل أو النوم لأن له رنينًا عميقًا وحقيقة أعمق. وكما في الجواهر الغالية، لا تكون الصور المتعانقة في رموز الترحال والتيه والموت والبحث عن الخلود فذة فحسب، بل إنها أيضًا أجمل من كل ما نراه في واقعنا من ألوان؛ فهي ليست من أشعة الشمس ولا من بهاء الشفق ولا من الزنابق التي تضحك لداعبات البللور في ندى الصباح، إنها ميراث الآباء فحسب. وهؤلاء الآباء كانوا يعرفون الكثير! وإذا كان التاريخ في أشباعه لحاجاتنا لمعرفة الأولين يقف عند حدود مرتبطة بالإثبات والوثائق، فالموروث الشعبي يسمح باستفتاء الحكايات والمواويل وتقصي الخوارق كجزء من مادة الوجود التي قررت مصير البشر على نحو ما. إننا هنا أمام رغبة جديدة لمعرفة الإنسان؛ أفعاله وسلوكه ونتاجاته، نريد أن نقترب منه ومن وعيه الجمعي في عاداته وعباداته وشعائره وطقوسه من منظور ربما لم يوله العلم القدر الكافي من الاهتمام. وأشار إلى إن الطقوس والسحر وميلاد الطفل البطل وكثير من خيالات الحكايات الخرافية أمر لا يحتاج إلى شرح فلكلوري فحسب، وإنما يحتاج كذلك إلى الكشف عن الجذور التي ينبع منها؛ بمعنى الكشف عن تلك الاهتمامات الروحية التي دفعته إلى الظهور. فالأسطورة الكونية وأساطير الأخيار والأشرار والحكاية الخرافية والحكاية الشعبية وغيرها من الأشكال الأدبية الشعبية تقوم بهذا الدور المهم معتمدة على اللغة بما لديها من قدرات على خلق الصور وتشكيلها بحيث يمكننا أن ندعي معرفة بأوديسيوس وفاوست ودون كيخوته وعنترة أعمق من معرفتنا بشخصيات أخرى حية تعيش معنا. من اللغة وبها يتشكل الأدب؛ ذلك الذي يغيرنا أو يزلزلنا ويمنحنا فرصة جديدة لتسجيل تاريخنا ممزوجا بموقفنا الشخصي أو الجمعي منه في فرصة قد لا يدعي التاريخ الرسمي أنه يملكها. في ضوء هذه المعاني دعا د. عبدالغفار القارئ لتأمل الحكايات الواردة في هذا الكتاب ووضعها باستمرار في سياق النتاج الفني الذي يجسد محاولة الكوريين الأوائل في تأمل الكون وما فيه. وقال: "يمكن هنا التمثيل بتلك الحكاية البسيطة المعبرة؛ حكاية تلك الفتاة التي طرحت أمامها أكوام من الحبوب المختلفة المختلط بعضها ببعض، ثم طُلب منها أن تنظم هذه الأكوام بأن تفصل كل نوع من الحبوب عن النوع الآخر وفي مدة وجيزة. فلما شعرت بعبء المهمة أعانتها الطيور في أداء مهمتها، فلما طلع الصباح وجاء المارد أو الإنسان الشرير ليرى ما فعلته الفتاة، فإذا به يرى الفوضى وقد أصبحت نظامًا. وهكذا يفعل الأدب الشعبي، يحول الفوضى إلى نظام. نحن أمام عدد من النصوص التي يتداخل فيها الأسطوري مع الحكائي في محاولات للتعرف على الكون والوجود والذات؛ حاضرها تلك الذات ومستقبلها فيه. وتختص الأسطورة بالظواهر الكونية، ثم تحدد معناها لتعني الحكاية التي تختص بأفعال الآلهة ومغامراتها. وفي الحكايات نتابع أسطورة تأسيس المملكة الكورية قبل آلاف السنين. ولم يكن الإنسان البدائي يتساءل عن وجود الآلهة في حد ذاته، ولكنه تساءل عنها بوصفها المصدر الأول للظواهر الكونية والمنظم لها خلال رحلته لتفسير أو إرجاع الظواهر الكونية كالرعد والبرق والمطر والإنبات والجدب إلى مصادرها محاولاً تعليل وجودها أو غيابها. وارتأى في رحلته تلك ضرورة أن يكون في وئام مع الآلهة فشرع في تقديم التضحيات والقرابين لتنشأ بذلك الطقوس الدينية. إن الأسطورة باختصار عملية إخراج لدوافع داخلية في شكل موضوعي بغرض حماية الإنسان من دوافع الخوف والقلق الداخليين. ومن هنا تولد حب الشمس وتقديسها إلهًا للنور، ونظر إلى الظلام باعتباره كائنًا شريرًا تصارعه الشمس باستمرار. لدينا هنا مثال «الضفدع العنيد» من بين هذه الحكايات الكورية. حكاية تكشف عبر التمثلات الرمزية لعناصرها، ومن خلال التعالي على أطر المكان والزمان معًا، عن أمرين أساسيين؛ الإنصات المتعقل للصوت الناصح بعد فوات الأوان وعواقبه. محاولة تفسير ظاهرة نقيق الضفادع في ضوء البحث عن الحزن أو لنقل الألم العميق التي تجلبه النفس البشرية أو الكائنات الحية لذاتها جراء أفعالها. ولفت د. عبدالغفار إلى العلاقة بين كوريا والعرب مؤكدا عمق العلاقة التاريخية بينهما، وقال "ورد لفظ شيلا في كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة حيث قال: "وفي أواخر الصين بإزاء قانصو جبالٌ كثيرة وملوك كثيرة وهي بلاد الشيلا، فيها الذهب الكثير ومن دخلها من المسلمين استوطنها لطيبها، ولا يعلم ما بعدها". على المستوى التاريخي، تذكر المصادر التاريخية أن قائد الجيش "كوسيان جي" هو أول كوري اتصل بالعرب، فوالده "كو ساغاي" كان قائد الجيش الذي استسلم لامبراطورية تانج الصينية بعد سقوط مملكة كوكوريو، وصار ابنه "كوسان جي" قائدًا في امبراطورية تانج وقاد حملة على جنود أبي مسلم الخرساني في شرق آسيا عام 751 ولكنه انهزم وصارت آسيا الوسطى منطقة إسلامية. أما في الأساطير الكورية فهناك إشارات إلى اتصال العرب بكوريا منذ قرون، وهو ما عبرت عنه إحدى الأغنيات القديمة التي حكت عن التاجر العربي الذي قدم إلى كوريا وتزوج منها وعاش فيها. |
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |