((المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص))
من شيم الإسلام النبيلة وقيمه الحضارية الجليلة الإخاء والحياء، حيث أرسى الإسلام دعائم الأخوة الإسلامية بين أبنائها، وهي أقوى من كل رابطة بين الناس،أخوة أساسها التقوى والعقيدة والإيمان،لا تتغير بتغير الأحداث والأزمان، ولا تختلف باختلاف الأقوام والأقطار،والأمة الإسلامية أمة واحدة، والمسلمون جسد واحد كالبنيان المرصوص، وأروع صور المؤاخاة والتلاحم بين أبناء الأمة الإسلامية، وأشهرها في التاريخ، مؤاخاة النبي بين المهاجرين والأنصار عند ما هاجر إلى المدينة، وكيف لا يكونون كذلك وقد سمعوا من النبي قوله: (إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).
فالأخوة الإسلامية لها مكانة سامية في الإسلام، يتحقق بها الترابط والتماسك في المجتمع الإسلامي، وتتجلى القيم الحضارية التي تحمي المجتمع من أشكال الانحراف، ويتحقق التكافل والتضامن الاجتماعي. فللمسلم على إخوانه المسلمين حقوق وواجبات يجب أداؤها ومراعاتها؛ ليستقيم الأمر ويستتب الأمن ويسود الاستقرار في المجتمع، وقد تباعدت القلوب في هذا الزمان تباعداً خطيراً بسبب تكالب الناس على الدنيا ومتاعها، ولا ينظرون إلى الحياة إلا بمنظار المصلحة الشخصية.