اختتم الشاب قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يستمعان
له ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ولما كان الصباح لم يوقظ جديع الشاب كالعادة لصنع
القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو
القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر
واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ
الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا
هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً
لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة
البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس
وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك لماذا أخبرهم أن
مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات
حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر
جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما
رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . فأمر جديع بدفنهما بقبر
واحد لأنه لم يستطع جمعهما وهما حيَّان فجمعهما بالقبر


(كذا الحب والا بلاش يانموت سوا يانعيش سوا)