عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-08, 04:04 PM   #1
عضو نشط

 










 

محمد العبياني غير متواجد حالياً

محمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this pointمحمد العبياني is an unknown quantity at this point

افتراضي العـــــــــاصفه

اتمنى ان ارى ارائكم وتعليقاتكم


لا اطيل عليكم

اقفل الباب خلفك


يدخل ولا يقفل باب الغرفة جيدا ً .
_ هلا أقفلت الباب خلفك تفضلا ً ؟
_ لماذا , لا يوجد بالمنزل سوانا ؟
_ إن لقلبي طقوس لا أحب أن تخرج خارج غرفتي .
_ أنت معقد الحياة ... وينفخ باشمئزاز .
أما أن لك ان تحكي قصتك ً :؟؟؟؟

( أولئك الذين لا يُحكمون إغلاق الباب خلفهم , هم أكثر البشر تركا ً لأبواب قلوبهم مشرعة والريح ).

***


كانوا ثلاثة صبية يعتلون عاصفة الشمس كل ظهيرة , ويحلقون بأجنحة حقائبهم إيابا ً نحو المنزل , في تمام الساعة الحادية عشر من كل يوم .

ويقف المنزل على أطراف أصابعه , متأهبا ً لعودة الملائكة وقد أنجز لهم جنتهم : طعام الغداء , وبرامج الظهيرة المخصصة للأطفال , وحضن أم متلهفة الإذن لالتقاط التفاصيل التي زادت في خبرات ( محبوبها ) المدلل .

يركضون متسابقين نحو منازلهم المتقاربة , و أحواش المنزل تمنعهم من رؤية الواصل أولا ً ؛ فكان من يسبق يصرخ عاليا ً : لقد فزت ... وكانوا لا يغشون .
يرسم الشغب خطوطه العميقة في راحات أيديهم , وتلمع عيونهم بحكايات مردة , مختبئين في انتظار الوهلة المناسبة .

وكانوا أبناء عم , آبار أسرار لبعضهم , مخبأ للبوح وركام ذكريات مشتركة .
غير أن فيصل كان الأكثر شغبا ً فيهم , مندفع بحيث لا يتهود , ومن عينيه يجري نهر طاقة .

أمي ابي لقد عدت , أنا جائع : يصرخ , راميا ً لحقيبته عند عتبة الباب ..
هل أقفلت باب الشارع يا حبيبي ؟
لا .
لماذا لا تقفل الباب خلفك , و دائما ً ؟
أوه , ليس هذا بشيء ضروري يا أمي , ويستلقي على بطنه يشاهد ( الكراتين ) .. في انتظار غدائه.
تمضي أمه لإقفال الباب , وهي تعلنها له : ( هذا يعني أن غدائك سينتظر بمقدار الوقت الذي سأقضيه في إقفال الباب بدلا ً عنك في كل مرة , كم مرة قلت لك أن الأغنام ستدخل لمزرعة أمك فتفسدها إن لم تقفل الباب ؟ ) .
ويتأوه فيصل : نسيت , ألا ينسى الواحد منا , سنأكل أولا ً ثم سأقفله ؟
فتقول له والدته : لا , إن من لا يتعلمون من تجاربهم , ستكرر لهم الحياة درسها حد الإتقان .... ثم استدركت تكلم نفسها بصوت مسموع : لكن بعض التجارب واحدة , وفيها يكون الموت .

وتمضي الأيام تعزف على نغمات متباينة , وتنقضي سنة كاملة وهي تجر خلفها فوج من العقارب , لساعات قد ولت , وفيصل على حاله لم يتذكر يوما ً أن يغلق باب منزله , ولا يوما ً كفت الأغنام عن زيارة مزرعة أمه , إن لم يكن في الظهيرة , ففي العصر .
حيث ينسى إغلاق الباب خلفه , عند استغراقه لعبا ً مع أبناء الحي .

وصافح الصبية الثلاثة كف الصف السادس , وتوغلوا في العمر يكبرون , و اعتلت ظهورهم : ساعة دراسية أخرى بأثقالها , فأثقلت خطى عودتهم للمنزل حتى الثانية عشر ظهرا ً.

و في آخر يوم من أيام الدراسة قبل موعد الاختبارات النهائية بأسبوع , والبيت يتأهب لاستقبال ملائكته , تآمرت الساعات فلسعت سكينة البيوت الثلاثة بعقرب الثالثة عصرا ً , وهي تعلن ببرود رتيب أن المدى لا ينبأ بقادم , و كان الجو عاصفة , والملائكة تأخرت عن موعدها الموقوت لإنزال السكينة , فأصبحت قلوب الأمهات فراغ .

والأطفال كما عادة الملائكة ذهبوا لاكتشاف إرادة الله , وهم يركضون خلف الأعاصير التي جاءت بها العاصفة لقريتهم .

تحدى كبيرهم أن هذا غضب قد أنزله الله , وقد أحرقوا كلب الجيران بالأمس , ونادهم من خلف جانبه الأيمن وهو يركض عائدا ً للبيت : فلنعتصم بقلوب أمهاتنا , فإن الله لا يعذب الأمهات ! .

وأصر أصغرهم : فلنراقب من بعيد .

لكن فيصل كان يسخر قائلا ً: إن هذا الإعصار مجرد اجتماع للعفاريت , وهي تثير الغبار كلما كان عندها فرح , أو ألم بهم الموت , فهل تخافون من العفاريت ؟
وركض يفتح للإعصار ذراعيه , وقال في جذل : إني لصاحبكم , فيا عفاريت الأرض خذوني لأسفل حيث تسكنون .

عاد الطفلين وذهب فيصل , وهو يكتشف تجربته الوحيدة !.



ثم اختمت ملاحظتي بنقطة .




التوقيع :
    رد مع اقتباس