عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-17, 01:06 AM   #5
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

ذكر خبر ابن مسكويه مع الخليفة

وأما وقد جاء ذكر قنبر فإن قنبراً -كما قلنا- كان غلاماً لـعلي ، وقد ذكروا أن ابن مسكويه كان يؤدب ابني أحد الخلفاء، وفي ذات يوم كان جالساً عند الخليفة، فدخل ابنا الخليفة فأعجبا أباهما، فقال الخليفة لـابن مسكويه وكان عن يمينه ذا حظوة عنده: أيهما أفضل: ابناي أم الحسن والحسين ؟! فلم يملك ابن مسكويه نفسه، وغاب عنه رشده، فقال: والله لنعلي قنبر أفضل من ابنيك، ليس الحسن والحسين ، فأصاب الخليفة الحنق، فقتله بأن أمر الحرس بأن ينزعوا لسانه من قفاه، انتقاماً منه.

والإنسان أحياناً قد يبتلى بسؤال في موطن لا يملك فيه الإجابة، فيواري أو يجيب إجابة -كما يقول العامة اليوم- دبلماسية يخلص بها من بطش الجبارين، وليس له سبيل إلى أن يهلك نفسه، ولكن أحياناً يغيب الوعي ويغيب الرشد إذا أراد الله جل وعلا أن يتم أمره، كما قال تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [الرعد:11].

قال ابن عباس : إذا جاء أمر الله تخلت عنه الملائكة. لأن قدر الله ماض لا محالة.

فهذه الوصايا -كما قلت-: يجعلها المؤمن نبراساً، فيتوخى أمهات الفضائل ويسير عليها، وينظر في أمهات الرذائل وجوامعها -عياذاً بالله- فيجتنبها، والموفق من وفقه الله، والإلحاح على الله في الدعاء وإخلاص النية مما ينال به المرء مطلوبه ويحقق المؤمن به غايته.

جعلني الله وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

هذا ما تحرر إيراده وتهيأ إعداده حول هذه الثلاث الآيات المباركات من سورة الأنعام، والله تعالى أعز وأعلى وأعلم.

وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس