أهمية تعليق الآمال بالله تعالى
وقد لا تكون متلبساً بالفواحش، ولكن قد تبتلى بنوع من الابتلاءات في جسدك أو في مالك، فتيقن أن الله لطيف وأن الله تبارك وتعالى لا ينفك قدره من لطفه، قال الله عن نبيه يوسف: إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ [يوسف:100]، فالله تبارك وتعالى يجتمع لطفه وقدره في آن واحد.
فليعلق الإنسان قلبه بالله، وليبن على تعلقه بربه آمالاً عظيمة، وحق له؛ لأن من فتح الله عليه وتولاه لا يمكن أن يخسر أو يحبط شأنه، ولهذا إذا سمع الإنسان وهو في صلاة الليل في رمضان أو في غيره الإمام يدعو، أو صلى لوحده ودعا فقال: (اللهم تولني فيمن توليت) فليستشعر معنى: (تولني فيمن توليت)، فيعلم أن الله جل وعلا إذا تولاك لا يمكن أن تخذل أبداً؛ لأنه ليس بعد ولاية الله ولاية، والعاقل يستصحب في دعائه أن يقول: اللهم إني أسألك رضاك؛ فإنه لا يضر مع رضاك سخط أحد، وأسألك ولايتك؛ فإنه لا يذل من واليت، وأسلك خيرتك؛ فإنه لا يعلم الغيب والشهادة إلا أنت. فإذا كان الله جل وعلا قد منحك رضاه وأعطاك ولايته واختار لك، فحق لك بعد ذلك أن تسير غير مبال بما يكون وراءك أو حولك أو أمامك، فمن أين تؤتى وقد تولاك الله؟! ومن أين تهلك وقد اختار الله لك؟! وأي شيء تخاف وقد رضي الله عنك؟!
فهذه أمور يحسن بالمؤمن التقي النقي الذي يريد ما عند الله أن يستصحبها ليل نهاراً غدواً ورواحاً سفراً وإقامة.