عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-16, 02:47 AM   #203
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا)
وكلمة (ملة إبراهيم) كلمة عامة، جاء تفصيلها في قوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136] .

من حيث الحياة العملية كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر بهذه الآية وآية آل عمران: قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ [آل عمران:84] .

في آية البقرة ذكر الله إلى وهي لابتداء الغاية، وفي آية آل عمران ذكر على وهي لانتهاء الغاية، في آية البقرة قال: إِلَى إِبْرَاهِيمَ [البقرة:136] فذكر ابتداء الغاية، وفي آل عمران قال: (على إبراهيم) فذكر انتهاء الغاية.

قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ [البقرة:136] هذا رأس الدين، ولذلك أفرد وجمع ما بعده.

وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ [البقرة:136] لا تقف على قول الله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] ثم تقول: وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ [البقرة:136] فتصبح ما نافية وهي هنا موصولة، والاسم الموصول بما إذا كانت موصولة لا يبدأ بها؛ لأنها تنتقل في المعنى إلى كونها نافية.

وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ [البقرة:136] اختلف من هم الأسباط، والمشهور أنهم أبناء يعقوب، لكن إذا قصد أنهم أبناء يعقوب لصلبه أي: إخوة يوسف فهذه في النفس منها شيء، فكيف يكونون أنبياء وأنزل عليهم بعد الذي وقع منهم، لكن هذا الذي عليه أكثر العلماء.

قال الله: وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ [البقرة:136] خص موسى وعيسى بالذكر لارتباطهما الوثيق بحياة بني إسرائيل.

لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136] أي: فالمنهج الذي تسيرون عليه في التفريق بين أنبياء الله ورسله ليس هو المنهج الرباني، ولهذا قال: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136].




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس