عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-16, 02:42 AM   #200
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت..)
قال الله جل وعلا يخاطب أهل الكتاب الذين زعموا أن أولئك الأخيار كانوا هوداً أو نصارى: أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ [البقرة:133] أي: حضرت مقدماته وأسبابه.

إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ [البقرة:133] وهذا نص صريح على أن المتكلم يعقوب والمستمع أبناؤه.

مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:133]، وهنا يوجد إشكال، وقلنا: أول خطوات العلم إيجاد إشكال، ثم حل ذلك الإشكال، قال الله جل وعلا: إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ [البقرة:133] من القائل؟ يعقوب، ويعقوب نبي مرسل معظم لله، وهذا أمر لا بد أن تستصحبه وأنت تقرأ سؤاله، فهو قال: مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي [البقرة:133]، وما بالاتفاق لغير العاقل، فكيف يظن أن نبياً يسأل عن الله بأداة لغير العاقل؟!

أجاب العلماء عن هذا: بأن مصر عندما دخلها يعقوب كان يكثر فيها عبادة الأوثان، فذكر هذا السؤال من باب الاختبار لأبنائه: هل أنتم متعلقون بما ترونه من الأوثان والأصنام والأحجار وما يعبد من دون الله أم لا؟

وعندي أن هذا بعيد، وإنما السؤال ليس عن من تعبدون حتى يكون الجواب: نعبد الله، إنما السؤال: ما الطريقة؟ ما العبادة؟ ما المسلك؟ ما الملة التي ستختطونها وتسيرون عليها بعد موتي؟ فسأل عنها بأداة لغير العاقل.

مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي [البقرة:133] لكن أولئك الأبناء لعظيم صلاحهم أجابوا إجابة تطمئن والدهم أكثر مما يريده هو من الإجابة، فقالوا: نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:133] .

هذه الآية فهم منها العلماء: أن الجد بمنزلة الأب؛ لأن الله قال: وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ [البقرة:133]، وفيها دلالة على أن العم بمنزلة الأب، وبهذه الآية أخذ الصديق رضي الله عنه في المسألة الفرضية المشهورة وهي: هل يحجب الإخوة بالجد أو لا يحجبون؟ وليس هذا مقام تحرير النزاع، وستأتي آيات المواريث في سورة النساء، لكن هذه من أدلة الصديق رضي الله عنه، فهو كان يرى أن الإخوة يحجبون بالجد، فجعل الجد بمنزلة الأب، والآية صريحة: وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ [البقرة:133] بدأ الله بإسماعيل لأنه أكبر وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:133].




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس