عرض مشاركة واحدة
قديم 20-12-16, 06:33 PM   #127
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

🕋

تفسير قوله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ...)
قال تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44] يقال في تحقيق هذه الآية والعلم عند الله: إن بعض علماء يهود كان إذا جاءهم عامة اليهود وأخذوا عليهم عهوداً ومواثيق أن يبينوا لهم الحق بينوه لكنهم أي: الأحبار لا يتبعونه فعاتبهم الله جل وعلا بقوله: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) قال العلماء كـابن سعدي وغيره: هذه الآيات وإن جاءت في سياق اليهود وذكر ما يوعظون به ويزجرون إلا أن هذه الأمة مخاطبة بها، فالمؤمن الحق الذي يريد أن يكون رأساً في الدين يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويلتزم جماعة المسلمين، وإذا أمر بشيء بدأ به بنفسه، قال بعضهم:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

ابدأ بنفسك وانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

والأبيات تنسب لـأبي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى، واسمه: ظالم بن عمرو ، وله من اسمه نصيب، فإنه دخل المدينة في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما دخلها كان الصحابة لتوهم قد فرغوا من دفنه عليه الصلاة والسلام، فلم ير أبو الأسود رسولنا صلى الله عليه وسلم، فلا يعد صحابياً بل يعد تابعياً؛ لأنه رأى الصحابة، وكان إماماً في النحو.. إماماً في القراءة.. إماماً في العلم.. إماماً في الأخبار في شتى شئون الحياة، لكنه كان مبتلى بالبخل، ويقولون: إنه شذ عن القاعدة، فالعرب تقول: لا يسود بخيل، وإنما ساد من البخلاء اثنان: عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى فقد عنه كان فيه نوع من الشح، وظالم بن عمرو الذي هو أبو الأسود الدؤلي ، فهذان سادا رغم شحهما وبخلهما، والنبي عليه الصلاة والسلام لما قال للأنصار: (من سيدكم؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه قال: وأي داء أدوأ من البخل؟! ليس بسيدكم) لأن طالب المال لا يمكن أن يسود، قال بعضهم:

بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك على جهل وإقلال

وقال المتنبي :

الجود يفقر والإقدام قتال.

فالذي منع الناس من الوصول إلى معالي الأمور: الشح إما بالمال أو بالنفس، وطلاب المجد لا يشحون بأنفسهم ولا بأموالهم.

ذكرنا بيت أبي الأسود الدؤلي : لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله، وتأتي منصوبة لا تنطقها وتأتي؛ لأن الواو هذه جاءت بعد نهي فتضمر بعدها أن وجوباًً، ويصبح الفعل منصوباً بأن وجوباً دل عليه أن الفعل مسبوق بطلب وهو هنا النهي.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس